القمص بسنتي جورج
صرخة مكتومة دوى صداها
عبرت البحار والجبال والوديان ، من الصعيد إلي " كان " ..
جذورها أرض التاريخ السحيق ، وتراب بلدان إمتزجت بدماء
شهداء ، ضحايا أبرياء ، صرخة تدوي :
....... ( حبيبتى زنبقة ، بين الأشواك ) نش ٢:٢

تراب تقدس بأقدام العائلة المقدسة والأنبياء ، إبراهيم وموسي ويعقوب والأسباط والضربات تلو الضربات حتي الدم ، عبروا بعد أن إنشق البحر لهم فخرجوا وفروا ، وبقيت إبنة فرعون وحدها تلهو ووصيفاتها بجانب النهر ما ظنوا أن وأد البنات قادمُ يلعنُ التراب بلعنةِ ما برأ منها أبدًا .

وحفيدات الفراعنة شامخات دومًا ، ملكات وأميرات وأمهات يصنعن الرجال وزوجات خلف نجاحات الأبطال ، هى أمى ، هي أختي وزوجتي وإبنتي ، هي الحب والرقة والجمال ، هي نفحة وهدية آدم يوم أن نظره الإله وحيدًا تائه يعجز أن يصنع الحياة وحده أبدًا ، فلماذا هبوب رياح الصحراء تدفنها تحت الرمال .. !!

هى زنبقة ، زهرة بديعة ، فريدة فى خلقتها ، قوية في إرادتها مع رقتها ، رأيتها مجروحة تدمي بوخز الأشواك ، عادات وتقاليد وعقول تحجرت بصخر الصحراء ، هي إعتادت النيل وواديه الجميل ونسمة رطبة تصنع الحياة لا الموت ، قدماها تجري خلف فراشة ، تقف علي كفها الرقيق آمنة تنظر إبتسامتها ولا تجزع ضحكتها ، لم تؤذ فراشة أبدًا ويأنس لها العصفور فلماذا وخز الأشواك يا من تدعون أنكم رجال ولستم إلأ أشباه رجال  .. !!

أفسحوا الطريق لها ، دعوها تتنفس ، أعيدوا لها مجدها المسروق ألا تخجلوا من " صور " عقود قليلة وهى بجواركم بلباس الحشمة الأنيق " الشيك " يحاكى الأوربيات يمرحن في براءة وهن في كنفكم آمنات يوم أن كنتم بحق " رجال " .. ؟ !!

أفسحوا الطريق لها  وإنزعوا الأشواك الخانقة عنها ، فلا حقوق للإنسان إلا بحق المرأة حرة من جروح ووخز أشواك كثيرة في مجتمع إعتاد طعن الخناجر وأنس أوجاع الزمان  ..

دوت صرختهن تعبر الجبال والبحار والوديان والخلجان من الصعيد إلي مهرجان " كان " .. وكأن ما كان قد كان ، فلا عين رأت ولا سمعت آذان ، هن عورات سافرات دعوهن يصرخن كما يشأن فليس لنا بهن شأن وشان .. !!

ويا إبنتى وأمي ، أيا حبيبتي رفيقة دربي وأختي ، لك يدي وقلبي وحضني ، لقد بقي لك رجال وإن كانوا قليل - لك السماء معين - فلم يفت الأوان ..