ديڤيد ويصا
لو ملتزم في اجتماع جامعة في أي كنيسة ..
هيكون غالبًا جوّاك حماس، وتحديدًا حماس روحي ..
بتسمع كتير عن الفضائل المسيحيّة، زي الأمانة والمحبّة والاستقامة ..
بتسمع كتير عن قيمتك في عينين الله، وسلطانك كإبن وبنت لله ..
بتسمع عن إله دانيال والفتية التلاتة اللي أنقذهم من الأتون!
لكن لما تتخرَّج وتشتغل، سواء في شركة أو هيئة مسيحيّة ..
هتُفاجأ ان الواقع مختلف شويّة، والصراحة شويّتين تلاتة ..
الغيرة والحسد والكدب واللف والدوران والفساد والنَّصب هو السائد!

في الشركات ..
هتشوف الغالبيّة بتحارب عشان مصلحتها، وتدوس على غيرها ..

في الهيئات الدينيّة ..
هتشوف الكدب وتزوير التقارير، عشان ضمان الدَّعم والتبرُّعات!
وهتتصدِم في مؤمنين، أو ناس بيسمُّوا نفسهم مؤمنين ..
عشان كده وقبل ما تتخرَّج، عاوز اقولَّك حاجة!
--

المسيحيّين في الشُّغل (أو ممكن امشّيها المؤمنين مؤقَّتًا)، ٣ أنواع ..
النوع الأول ..

هيتصدِم في الواقع فيتمسّك بالكتاب وبتعاليمه ويحاول يطبَّقها ..
وهيشوف ان الحق فوق كل شيء مهما كان التَّمن والخسارة ..
النوع ده غالبًا يا إما هيفشل كتير ويُحبَط من الواقع ومن اللي اتعلِّمُه في الكنيسة ..
أو هيبعِد عن الناس ويعيش حياة كئيبة يائسة مش مخلّياه يندمج مع الناس!
--

النوع التالت ..
هيتصدِم في الواقع بردو ..

فيقرّر ان المسيحيّة والكتاب صح، بس مينفعوش وميأكّلوش عيش ..
فهتلاقيه بيعمل زي بقية الناس في كل حاجة، حتى لو عكس اللي اتعلّمه ..
وهيبرّر لنفسه ده بإنه مش قادر يعيش المسيحيّة، وأكيد ربّنا مقدّر ..
والغاية طالما كويّسة (النجاح وتكوين أسرة وغيره)، يبقى مش مهم الوسيلة ..
النوع ده غالبًا مش هتقدر تميّز انه مسيحي غير من إسمه ..
لكن هتتعثَّر بسببه جدًّا، وهتشُك في اللي اتعلّمته واتحمِّست ليه!
--

النوع التاني ..
هو النوع اللي هيتصدِم في الواقع بردو ..

بس هيقرَّر يلزق في الله وفي كلمته أكتر وأكتر ..
لأن الصراع جوّاه هيكون بين إدراكه للحق ولصحّة المسيحيّة من ناحية ..
وبين إدراكه لدوره في الحياة والاندماج وسط الناس، من غير ما يكون زيُّهُم ..
النوع ده هيكون بيدخل معركة كل يوم وهو رايح شغلُه ..
معركة بيسلّم فيها يومه لله، من أوّله لآخرُه ..
عشان الله يدّيله قوة يعيش اللي بيتعلّمه معاه في خلوته قُصاد كلمته ..
ويدّيله حكمة يعرف ازّاي يتصرّف صحّ، في وسط أوضاع غلط ..
أو بتعبير الرسول يعقوب، يحفظ نفسه نضيف من نجاسة العالم (يع٢٧:١)
مش بإنه يهرب من العالم، زي النوع الأول بحجّة الحق ..
ولا بإنه ينغمس مع العالم، زي النوع التالت بحجّة الغاية تُبرّر الوسيلة ..
لكن بإنه يعيش صراع ومعركة يوميّة يكون فيها في العالم، لكن مش زيُّه ..
هيقع أحيانًا ويفشل انه يعيش صح، وهينجح كتير انه يعيش صح ..
هيختبر سندة من الله وهو عايش بأمانة، وتدخُّلات من الله وسط الفساد ..
وهيختبر طبطبة من الله وهو واقع غصبن عنُّه، وتقدير الله لصراعه وسط الفساد ..
النوع ده حياته فيها جهاد وإرهاق، لكنها حياة تستحق انها تتعاش!
--

لو قرَّبت تتخرّج ..
افهم ان الحياة المسيحيّة جهاد وحرب روحيّة يوميّة ..
الحماس المبالَغ فيه في الوعظات اللي بتوعدَك بالنُّصرة وبس، مش صح ..
لأنها بتوهِمك بمخدّرات مؤقّتة، هتنهار قصاد تحدّيات الواقع!
والإحباط المبالَغ فيه في الوعظات اللي بتوعدَك بالسَّما وبس، مش صح ..
لأنها بتفصِلَك عن العالم وبتكرَّهَك فيه، وهتنهار قُصاد حقيقة إرساليّة المسيح ليك!
افتكر ان الرب يسوع قال للتلاميذ ولينا ..
إن في العالم هيكون لينا ضيق ..
لكن في المسيح لينا نُصرَة وسلام (يو٣٣:١٦)
مش بإننا نسيب العالم، لكن بإننا نفضَل فيه ..
وكمان نفضَل في المسيح (يو١٥:١٧)!
ومهما كان اللي جاي ..

إيّاك وإيّاكي تتخلّوا عن الجلسة اليوميّة قُدام كلمة الله ..
وعند رجليه تتعلّموا منّه وتتشكّلوا بين إيديه ..
ومتصدّقش اللي بيفرَّق بين الرب يسوع والنَّص ..
بحجّة اننا بنتبع المسيح مش النَّص ..
لأننا عمليًّا مش هنعرف المسيح صح، إلا من خلال كلمته ..
فالعلاقة مع الرب يسوع حتميّة ..
لكنها مؤسَّسة على معرفة صحيحة بيه ..
من خلال كلمته، مش بالانفصال عنها!
ديڤيد ويصا