ياسر أيوب
أمور كثيرة لم يتوقعها اليابانى هانيا يوهى حين '> الطباخ اليابانى هانيا يوهى حين اخترع قبل أكثر من مائتى عام طعام السوشى.. أولها أن يصبح السوشى طعامًا عالميًّا يتم تناوله فى بلدان كثيرة وليس اليابان وحدها.. وآخرها كان اتفاق السوشى، الذى بمقتضاه بقى تشافى هيرنانديز مديرًا فنيًّا لبرشلونة حتى تولى هذه المهمة الألمانى هانز فليك منذ أيام قليلة.. ففى يناير الماضى جدد تشافى تعاقده مع برشلونة، ثم أعلن فى يناير رغبته فى الاستقالة.. وتوترت الأجواء بين تشافى وخوان لابورتا، رئيس النادى.. وظل تشافى رغم نتائج الفريق التى بدأت تتحسن يؤكد استقالته آخر الموسم حتى لو فاز بدورى أبطال أوروبا.. وظل لابورتا يفكر سرًّا فى التعاقد مع هانز فليك رغم إعلانه التمسك ببقاء تشافى.. وفى 24 إبريل الماضى.. وبعد اجتماع طويل فى سان خوان ديسبى بين تشافى وديكو، المدير الرياضى لبرشلونة.. تقرر عقد قمة اتفاق ومصالحة بين لابورتا وتشافى فى منزل لابورتا فى برشلونة.
وعرف الصحفيون بالحكاية، فوقف كثيرون منهم ومعهم بعض جماهير برشلونة أمام بيت رئيس النادى. وشاهد هؤلاء تشافى يأتى بسيارته أولًا.. ثم ديكو.. ثم رافا يوستى، نائب رئيس النادى.. وانضم إليهم قليلون من المؤثرين داخل النادى دون مناصب رسمية.. ولم يستمر الأمر أكثر من ثلاث دقائق لتزول بعدها أى خلافات وحساسيات ويتراجع تشافى عن تهديده بالاستقالة وتتوقف محاولات لابورتا للتعاقد مع هانز فليك.. وقرر الجميع تناول السوشى احتفالًا بهذه المناسبة.. وشاهد الصحفيون والمشجعون عامل توصيل الطعام يأتى بدراجته النارية من مطعم باركو دى جراسيا، أحد أشهر مطاعم السوشى فى برشلونة، حاملًا كمية ضخمة من السوشى تليق بالاحتفال ببقاء تشافى مديرًا فنيًّا لبرشلونة.. وأطلق الجميع على ما جرى اتفاق أو ليلة السوشى.. اتفاق لم يدم إلا قرابة شهر واحد.. فلم يلتقِ تشافى ولابورتا بعد ليلة السوشى إلا حين اضطر لابورتا منذ أيام إلى إبلاغ تشافى بنهاية حكايته مع برشلونة.
وأصبح واضحًا أن ابتسامات ودموع ليلة السوشى كانت كلها مزورة.. ولم يحتمل لابورتا أن يتحدث تشافى علنًا عن أزمات اقتصادية حادة يعيشها برشلونة.. والأسوأ من ذلك كان سماع لابورتا بعض الجماهير تهتف لتشافى وضرورة بقائه حتى لو كان الثمن رحيل لابورتا.. فتشافى يبقى أحد أكبر عشاق برشلونة المدينة والنادى.. وكنت معه فى اليوم الذى شهد الاستفتاء على انفصال إقليم كاتالونيا عن إسبانيا، وتحدثنا طويلًا عن برشلونة وارتباطه بها.. وأظن أن تشافى تحدث عن الأزمة الاقتصادية بدافع الحب وليس التشهير أو اتهام لابورتا بالفشل.. لكن لم يحتمل لابورتا ذلك، فكانت نهاية تشافى رغم ليلة السوشى.
نقلا عن المصرى اليوم