ياسر أيوب
لم تكن مدريد وحدها هى وأهلها وناديها التى فازت أمس الأول.. لكن فازت أيضا شركات صينية مجهولة قررت أن تستغل إقامة نهائى دورى أبطال أوروبا بين ريال مدريد وبروسيا دورتموند.. وقامت هذه الشركات بتصنيع قمصان مزورة سواء لريال مدريد أو بروسيا دورتموند أيضا.. وتم تهريب هذه القمصان إلى كل من إسبانيا وألمانيا لتباع بأسعار تقل كثيرا عن أسعارها الرسمية فى المتاجر الخاصة بالناديين الكبيرين.. وعلى الرغم من مصادرة الشرطة الإسبانية 11 طنا من قمصان ريال مدريد المزورة قبل ثلاثة أيام من إقامة النهائى الأوروبى..
ورغم محاولات مسؤولى بروسيا دورتموند للتصدى لبيع قمصان النادى المزورة سواء حول مقر النادى فى مدينة دورتموند أو عبر الإنترنت.. إلا أن القمصان المزورة التى دخلت البلدين وتم بيعها بالفعل كانت كافية لأن تربح هذه الشركات الصينية أموالا هائلة.. بل إن هذه الشركات ربحت من هذا النهائى دون انتظار لنتيجته ومعرفة من سيفوز بكأس دورى الأبطال.. وإذا كان ما قامت به تلك الشركات أمرا يخالف القانون إلا أنه يمكن رؤيته أيضا بمعايير ومعانٍ أخرى.. فحين بدأت تنتشر مباريات الكرة فى إنجلترا لم تكن الأندية وقتها ملزمة بألوان محددة لقمصان لاعبيها.. وحين أقر الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم الزى الرسمى لكل نادٍ.. كانت القمصان يتم تصنيعها من مواد بسيطة حيث كان المهم فقط هو الشكل واللون الواحد للاعبى الفريق.. وحين وقع الانفجار الكروى وكبرت شعبية اللعبة ومكانتها فى العالم كله، وبدأت ملحمة العشق الكروى الذى تمارسه جماهير كل نادٍ.. كانت هناك نتيجتان مؤكدتان.. الأولى هى الاهتمام بأناقة تلك القمصان الكروية لتليق بمكانة النادى وتاريخه وشعبيته..
والثانية كانت حرص عشاق كل نادٍ على ارتداء القميص الخاص به سواء لحضور مبارياته أو التباهى بارتباطهم بهذا النادى.. وباتت هذه القمصان أحد مصادر دخل الأندية الكبرى، خاصة قمصان النجوم فى كل نادٍ.. وأصبحت المشكلة الحقيقية هى أن القمصان الرسمية باتت أسعارها فوق استطاعة معظم هؤلاء العشاق فأصبح هناك طرف ثالث سيقوم بتوفير قمصان مشابهة بخامات أقل جودة وأسعار رخيصة فى متناول الجميع.. وأقبل العشاق غير الأغنياء على شراء هذه القمصان المزورة دون اهتمام بجودة خاماتها طالما تحمل لون النادى وشعاره أيضا.. ولا أحد يستطيع أن يلوم هؤلاء إن اختاروا هذه القمصان المزورة لأنهم لا يستطيعون شراء القمصان الرسمية.. فأصبحت هناك سوق ضخمة جدا ورابحة للغاية ومستمرة طالما دام العشق الكروى.. واعترف بلينجهام، نجم ريال مدريد، بأنه أحب الريال بعدما عاش طفولته كلها يرى أباه يرتدى قميصا مزوّرا رخيصا للريال حين كان يلعب له النجم الكبير زين الدين زيدان
نقلا عن المصري اليوم