البطريرك الماروني: ندعو الدولة لدعم القطاع الزراعي وجعله اساسيا في الاقتصاد الوطني

محرر الأقباط متحدون
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي الأحد الثاني من حزيران يونيو ٢٠٢٤ في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، وألقى عظة بعنوان "من يحبّني يحفظ كلمتي" (يو14: 23).

استهل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عظته قائلا "العلاقة بين المسيح وتلاميذه، وبخاصة أساقفة وكهنة العهد الجديد، إنّما تقوم على المحبة قبل أي شيء آخر. وذلك أن من يحب يؤمن ويثبت إيمانه برجاء وطيد. ثم إن الإنسان بمحبته للمسيح الرب يصبح مسكنًا لله الواحد والثالوث، كما يؤكد الرب يسوع في إنجيل اليوم: "من يحبّني يحفظ كلمتي، وأبي يحبّه، وإليه نأتي، وعنده نجعل منزلًا" (يو14: 23). وأضاف غبطته "يا لقوّة الحب، حب الله القائم على حفظ كلمته".

وإذ أشار إلى أن "قدّاسنا اليوم على نية المزارعين"، قال البطريرك الراعي إن "الأرض تشكل عنصرا جوهريًّا من الهوية الوطنية وهذا ما أكد عليه المجمع البطريركي الماروني (2003-2006)، وفق النص الخاص بعنوان " الكنيسة المارونية والأرض " مما شكل حافزًا للبطريركية والابرشيات والرهبانيات وأبناء الكنيسة لاستثمار الأراضي في مجال الزراعة. تشكل الزراعة اهمية استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي عبر تأمين حاجة لبنان من الغذاء. بفضل التعاون المستمر والدائم بين البطريركية والأبرشيات والرهبانيات ومدير عام الزراعة والكليات الزراعية والجمعيات والنقابات والتعاونيات لإبقاء المزارع في أرضه والحد من النزوح والهجرة وبيع الأراضي الزراعية وخلق فرص عمل للشبيبة خاصة أن أكثر من ثلث سكان لبنان يعيش من القطاع الزراعي".

وأضاف البطريرك الراعي يقول: "إننا ندعو الدولة لدعم القطاع الزراعي وجعله أساسيا في الاقتصاد الوطني وتحسين سبل عيش المزارعين والمنتجين وزيادة القدرة الانتاجية وتعزيز كفاءة الانتاج الزراعي والغذائي وقدرتها التنافسية وتحسين التكيف مع التغيير المناخي واستدامة نظم الزراعة والغذاء والموارد الطبيعية. ونتمنى على اللبنانيين المنتشرين في انحاء العالم مواكبة وزارة الزراعة لتسويق المنتوجات الزراعية النباتية والحيوانية والمونة والصناعات الغذائية لان ذلك يدخل العملة الصعبة الى لبنان. ونناشد المنظمات الدولية والهيئات المانحة احتضان ودعم أكبر القطاع الزراعي للنهوض به وتأمين شبكة الأمان الغذائي وتحويل النظام الزراعي والغذائي اللبناني لنظام أكثر صمودا وشمولية تنافسية واستدامة. وننوه بجهود مدير عام وزارة الزراعة وموظفي الوزارة في السنوات الاخيرة بتعريف وتسويق النبيذ اللبناني في الاسواق المحلية والخارجية، وقد وصل الى العالمية وانتشر في كل قارات العالم وقد أصبح منافسًا".

"من يحبّني يحفظ كلمتي، وأبي يحبّه، وإليه نأتي، وعنده نجعل منزلًا" (يو14: 23)."محبة كلام الله هي محبة الله نفسه" قال البطريرك الراعي في عظته وأضاف "الله يسكن فينا بعد تنقية مسكننا الداخلي. ونسطيع ذلك بحفظ وصاياه وتعليم المسيح في الإنجيل والكنيسة. فهي تلتهم الرذائل والأهواء، وتجعل النفس هيكلًا طاهرًا جديرًا بالله الواحد والثالوث". "ويهبنا ربّنا يسوع الروح القدس، البارقليط أي المؤيد والمعزي"، أضاف غبطته، وأشار إلى أن "النفوس التي تحمل الروح تستنير به، فتصبح روحانيّة، وتبعث النعمة في الآخرين. وتقرأ علامات الأزمنة، وتفهم الأسرار، وتدرك الخفايا، وتقيّم المواهب".

وتابع غبطته قائلا "كم نتمنّى لو أن المؤمنين السياسيين يشعرون بموهبة الروح القدس، وبقيمتها في حياتهم، لفتحوا أذهانهم وعقولهم لقبوله، ولقراءة علامات الأزمنة في حياتهم على ضوئه. فالروح أعطاه المسيح مجانًا لكي يبدّل نظر الإنسان إلى أمور الدنيا، فيتحرر من مصالحه وحساباته الخاصة من أجل الخير العام. لا يستطيع أحد أن يبدّل نظرته إلّا في ضوء عمل الروح القدس، بمواهبه السبع وهي: الحكمة والمعرفة والفهم للعقل، المشورة والقوة للإرادة، التقوى ومخافة الله للقلب". وفي ختام عظته مترئسا قداس الأحد، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "فلنصلِّ، أيها الإخوة والأخوات، كي يلهم الله السياسيين استلهام الروح القدس، لكي يصحّحوا مسيرتهم وقراراتهم لخير لبنان واللبنانيين، ولمجد الثالوث الأقدس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".