ياسر أيوب
الهمزة التى تمت إضافتها غيّرت لدى كثيرين جدًّا انطباعهم وفكرتهم عن هذا المرض، فأصبحوا يتخيلونه مرضًا يخص النساء، حتى أُصيب به الرجال.. بينما الحقيقة أن عرق النسا أو «السياتيكا» لا علاقة له بالنساء، لكنه التهاب عصب الورك الممتد من أسفل الظهر حتى الساق ثم القدم.. ويتميز هذا المرض بعدم القدرة على تحريك الساق والقدم، مع ألم هائل يجعل المريض عاجزًا أحيانًا، حتى عن الكلام، وينسى تحت وطأة شدة الألم أى شىء آخر.. وحين تمت ترجمة اسم المرض إلى اللغة العربية اشتقوا كلمة «نسا» من «النسيان»، وليس من «النساء».
وكل أعراض هذا المرض كما تصفها كتب الطب قالها بالضبط بطل العالم السابق للملاكمة، مايك تايسون، حين أُصيب به منذ عامين.. وحين شاهده الناس على كرسى متحرك، قال لهم تايسون إنه أحيانًا يعجز عن الحركة أو الوقوف، ويكاد ينسى كل شىء حين يهاجمه الألم.. وعاد الناس هذه الأيام إلى الحديث عن مايك تايسون وعرق النسا انتظارًا لمواجهة مرتقبة وغريبة تستضيفها ولاية تكساس، فى 20 يوليو المقبل.. وسيقف يومها فى حلبة الملاكمة مايك تايسون، البالغ من العمر 58 عامًا، أمام بطل العالم، جيك بول، البالغ من العمر 27 عامًا.. وتخيل الناس فى البداية أنها مباراة استعراضية، لكن تم التأكيد منذ أيام قليلة على أنها مواجهة حقيقية خاضعة لقواعد ملاكمة المحترفين، وستُقام من 8 جولات، وتستمر كل جولة دقيقتين.. وفوجئ الناس بذلك، وبدأوا يتساءلون: هل يمكن للعجوز المريض مايك تايسون أن يتحمل لكمات شاب فى مقتبل عمره وأوج قوته؟.. وهل يمكن أن ينتصر مايك تايسون، الذى اعتزل الملاكمة فى 2005، بعد 20 سنة قضاها تايسون فى حلبات الملاكمة، وفاز فى 50 من 58 مواجهة خاضها؟!.
واشتهر تايسون أحيانًا بأنه الرجل الأقوى فى العالم.. وفى أحيان أخرى بأنه الرياضى الأكثر قسوة وفسادًا فى العالم الذى اعتاد الخروج عن القانون؛ وتمت إدانته من قبل بالاغتصاب، ودخل السجن، وتم إعلان إفلاسه. وهو الملاكم الوحيد الذى قضم أذن منافسه فى 1997.. وكان «هوليفيلد»، الذى عثر على قطعة أذنه على أرض الحلبة، وتم تغريم تايسون 3 ملايين دولار، لكنه أنشأ شركة للحلوى على شكل قطعة أذن «هوليفيلد»، بلغت أرباحها حتى الآن 30 مليون دولار.. ومن المتوقع زيادة الأرباح إن فاز تايسون على بول.. وهناك كثيرون ينتظرون هذه المواجهة، ويريدون رؤية عجوز يحاول استعادة مجد قديم أو رؤية انتصار الإنسان على المرض والوجع وعرق النسا.. وهناك فى المقابل مَن يتوقعون هزيمة تايسون، وستسعدهم خسارة مَن لم يحترم العمر الذى جرى والألم الذى لا يزال يسكن جسدًا أتعبه المرض.
نقلا عن المصرى اليوم