بقلم :مارثا فرنسيس
كنت أتوقع من جبهة الإنقاذ الوطني وغيرها من التيارات الشعبية المدنية المصرية الأصيلة- كنت اتوقع ان نقف جميعا صفا واحدا ضد دستور مشوه معيب لا يليق بمصر والمصريين بعد ثورة دفع ثمنها شباب مصر، رجالها ونسائها،  دفعوا دما غاليا مقابل تحرير أم الدنيا من الديكتاتورية ومن القهر و من الجهل والمرض، ومن تكميم الأفواه والمصادرة على ابداء الرأي، حيث اعتبر هؤلاء الشهداء أن حياتهم تهون عشقا للجميلة التي مرضت ووهنت واصبحت عاجزة عن مجرد النداء لمحبيها لإنقاذها، وبعد قيام ثورة 25 يناير تنفست الجميلة الصعداء، وسرح خيالها، في الشفاء الكامل من كل مادمرها وجرحها وأهانها، وتصورت نفسها عروس لمن أحبها وضحى بنفسه لأجلها، هو ليس فردا واحدا بل شعب بأكمله، تفرق المحبون وكثرت الأراء وعمت الفوضى نتيجة لتسلل مارد شرير كان محبوسا هو واتباعه ولكنه استطاع الهرب، وزادت الجرائم وكلما اتفقوا معا على رأي واحد كلما اختلفوا في الوصول لاتفاق مشترك ينهض بالأم التي ترقب كل تصرفات وسلوكيات احبابها، لم تعد تحتمل الألم ورفضت مجرد التصور بأن شيئا من الماضي سوف يعود او جزء منه او مايشبهه. ولكن كما نقول في مصر "يافرحة ماتمت" فقد خرج المارد الشرير من سجنه وتعهد مع كل من ينتمون له بأن ينتقم ويصل للسلطة مهما كلفه الأمر، فقد أعد عدته من مال وسلاح وافراد تم عمل غسيل مخ لهم حتى يقبلوا مبدأ السمع والطاعة، حتى انهم لم يتورعوا عن قتل اخوتهم من نفس الأم دون الالتفات لصراخها عليهم، وسمحوا بأن تشرب الأم دماء اولادها رغم انفها، وكان اتباع هذا المارد يلبسون اقنعة مختلفة ملونة حتى يستطيعوا خداع اكبر عدد ممكن من البسطاء، فيذهبون بزيارة لأحد اخوتهم من الفرع الفقير في العائلة حاملين معهم نقودا وغذاء وغير ذلك من المغريات التي تجعل الفقير المحتاج يغلق على عقله وضميره خوفا من صراخهم في وجهه، وهو الذي يتألم من مشاهدة اولاده جياعا، يعانون ويتألمون وليس باليد حيلة. أو يحاولون اظهار موافقة وتأييد لما يقوله الآشراف بينما يخططون فيما بينهم للنيل من هؤلاء الأشراف.
 
بدأت اجراءات الزواج الشرعي العلني والعروس تعد نفسها لتفرح بعد كل سنين الألم والضيق، وفي نفس الوقت بدأ المارد الشرير يعد عدته حتى يفسد الفرح ويخون الأمانة ويُملِك نفسه على العروس بالقوة والسلاح وبكل الطرق مشروعة او غير مشروعة لا يهم؛ المهم الهدف، ولا مانع من اسكات صوت كل معترض على هذا الزواج، بل انه اتفق مع الأغراب لكي يدعموا هذا الزواج غير الشرعي، فادعى مرة ان من يوافق على الزواج بكل خطواته فهو يحب الله ويرضيه، ومن يختار اتباع المارد الشرير سيدخل الجنة، وان من ايد هذه الزيجة غير المباركة سينال الحسنات. حتى انه لم يسمع نداء الأم التي لا تريد اراقة دماء، ولا تريد الا اتمام الزواج الذي يفرح قلبها ويعيد اليها مكانتها ويجعلها تفتخر بالعلاقة التي تعتمد على الحب والأمان والثقة وليس على الكذب وشراء رضى الناس بما لا يرضي شرع الله! 
 
ابناء الوطن امناء واقوياء وقادرون على الاحتفاظ بالحب والزواج الشرعي مع الغالية، الحبيبة الأم ولكنهم مازالوا متفرقين، يصممون على السلوك بأمانة وشرعية رافضين كل ماتم قبلا بالاحتيال والكذب، رغم انهم مهددون بالضرب والقتل والسحل، فما قيمة الحياة والحبيبة تتألم، ولكنهم أخطأوا عندما تناقشوا مع المارد الشرير؛ وقرروا قبول الاستفتاء غير الشرعي لكتاب الزواج غير الشرعي، مكررين اخطاء سابقة يحصدون نتيجتها بسبب الثقة في من لا يستحق الثقة، هل يمكن مناقشة زواج غير شرعي وكتاب زواج غير شرعي أيضا يحتوي على اكاذيب وتضليل وكتابات قد تلقي بالعروس واولادها الأمناء في غياهب الظلمة والسقوط في هاوية الجهل والكذب والضياع؟ هل يمكن الثقة في من استطاع ان يصوب سلاحه في رأس اخيه ومن قدر على التعرض لأخته ابنة امه ضاربا ومتحرشا ومذلا ومهينا؟ كيف يمكن الاطمئنان لأمثال هؤلاء؟
 العروس تحتضر واآسفاه، فقد وصل المرض والموت الى مراكز الحياة في جسدها المتهالك، وقد تحطمت احاسيسها لأنها تعرف جيدا ان وقوعها في يد المارد المجرم سيقضي عليها بالتمام. انها تحتاج لمعجزة لانقاذها والا ستموت ببطء وهو ابشع طرق الموت. 
يامن تنادون بالنزول والاستفتاء بلا 
 
هل نسيتم استفتاء 19 مارس، وهل نسيتم استفتاء مجلس الشعب، وهل نسيتم استفتاء الرئاسة، هل نسيتم ان نتيجة الاستفتاء والانتخابات يتم تحديدها قبل اجراءات الاستفتاء، بل يتم التهديد والتخويف اذا كانت النتيجة غير مايريدها اتباع هذا المارد الشرير
هل تقبلون عقدا مقدما من ايدي ملوثة بالدماء؟ ام نسيتم أن من يتكلم عن لاشرعية هو اول من هدمها وداسها بقدميه؟ هل تثقون في النتائج القادمة؟ عفوا لم تعد هناك ثقة قيد انملة. 
كنت اتمنى ان يظل الموقف هو رفض الاستفتاء على دستور غير شرعي وعدم قبول المشاركة في استفتاء باطل نتيجته معروفة بشكل مؤكد.
لكِ الله يامصر يا غاليتي يا حبيبتي
محبتي للجميع