بقلم نيفين سوريال
العلاقات الإنسانية تعتبر من أعمدة الحياة، فهي التي تُضفي معنى وجمالاً على أيامنا، وتجعلنا نشعر بالانتماء والمودة. ومن أهم هذه العلاقات هي الصداقة باعتبارها واحدة من أكثر العلاقات تأثيرا في حياتنا. ومع ذلك، فإنها تتطلب التوازن والحذر، خصوصاً عندما تتداخل المصالح الشخصية والمنافع.

حدود المنفعة في العلاقات:
قد نجد في بعض الأحيان أن هناك مصالح مشتركة بين الأصدقاء، وهذه المصالح قد تكون مفيدة للطرفين. والمنفعة هنا ليست عيباً إذا كانت تأتي في إطار التفاهم والشفافية. فيجب على الأصدقاء أن يكونوا صادقين حول نواياهم وأهدافهم، وأن يتجنبوا استغلال بعضهم البعض.

"فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمُ ٱفْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ، لِأَنَّ هَذَا هُوَ ٱلنَّامُوسُ وَٱلْأَنْبِيَاءُ." (‎مَتَّى ٧:‏١٢)

يجب آن يكون هذا المبدأ الكتابي أساس تعاملاتنا دائماً وأن لا نطلب من أصدقائنا غير من نعطيهم. فالصداقات يجب أن تُبنى على الثقة والتفاهم والاحترام المتبادل.

الحذر من الغدر:
الصداقة مثلها مثل الكثير من العلاقات لا تصير واضحة إلا بعد مرور بعض من الوقت، فكن حذرا ألا تصادق أشخاص غير صادقين في نواياهم لك، فالغدر يمكن أن يدمر أقوى العلاقات. ويأتي الغدر غالباً من توقعات غير معلنة أو استغلال ثقة الطرف الآخر. فمن المهم أن يكون الأصدقاء حذرين ويضعون حدوداً واضحة لتجنب الوقوع في مواقف مؤذية.

التأثير السلبي لبعض الصداقات
هناك بعض الأصدقاء الذين يشجعون على سلوكيات خاطئة أو يقودون الفرد إلى اتخاذ قرارات مدمرة يمكن أن يكونوا سبباً في خراب الحياة. لذلك يجب على كل فرد أن يختار أصدقائه بحكمة وأن يبتعد عن العلاقات السامة التي تؤثر سلباً على حياته.

"اَلْمُكْثِرُ ٱلْأَصْحَابِ يُخْرِبُ نَفْسَهُ، وَلَكِنْ يُوجَدُ مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ ٱلْأَخِ." (أَمْثَالٌ ١٨:‏٢٤)

"لا تَضِلُّوا: فَإِنَّ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ ٱلْأَخْلَاقَ ٱلْجَيِّدَةَ" (‎كُورِنْثُوسَ ٱلأُولَى ١٥:‏٣٣)

نصائح للحفاظ على صداقات سليمة:
١. الشفافية : كن صادقاً مع أصدقائك بشأن ما تشعر به أو تتوقعه منهم.

٢. الاحترام المتبادل: احترم حدود صديقك ولا تحاول التطفل على ما لا يشاركه معك.

٣. التواصل الجيد: تأكد دائماً من وجود قنوات تواصل مفتوحة بينك وبين أصدقائك، خصصوا وقتاً لبعضكم.

٤. دعم الأصدقاء: قدم الدعم والمساعدة عند الحاجة، وتوقع نفس الشيء منهم.

٥. تقييم العلاقات: كن على استعداد لتقييم علاقاتك والاحتفال بما حققته في صداقاتك الناجحة والابتعاد عن الصداقات التي تسببت لك بالاذى.

في الختام، الصداقات يمكن أن تكون مصدراً للفرح والدعم في حياتنا، إذا تم الحفاظ عليها في إطار من الاحترام والثقة المتبادلة. يجب علينا أن نكون حذرين من الصداقات التي تكون مبنية على المنفعة فقط وأن نختار أصدقائنا بحكمة لتجنب السقوط في دوامة من العلاقات المدمرة.