ديڤيد ويصا
"كلام هيزعَّل مني ناس كتير، بس عاوز اقوله"
--
لما الإنجيليّين بيدعوا للوحدة بين الطوايف ..
ويعملوا صلوات ومؤتمرات للوحدة ..

بيكون رد فعل بعض الأرثوذكس (هسمّيه الفريق الأول):
"شوفوا المحبّة اللي عندهم حلوة ازّاي، يا ريتنا نتوحّد"

لكن رد فعل "أغلب" الأرثوذكس (وهسمّيه الفريق التاني):
"طب ما احنا يا جماعة كُنّا كلنا قاعدين ..

وانتوا اللي قرّرتوا تمشوا وتسيبونا ..
لو عاوزين وحدة بجد، ارجعولنا ..
بدل ما تقدّمولنا دعوة اننا نجيلكوا!"
--

ومع قناعتي ان الفريقين عندهم حق من جانب مقدرش انكره ..
إلا إني كإنجيلي بيبقى جُوّايا حاجة مختلفة شويّة:
"لو انتوا يا إنجيليّين فعلًا عاوزين تدعوا للوحدة ..
اتوحَّدوا انتوا الأوّل مع بعض، قبل ما تقدّموا الدعوة لغيركوا"
لأنه على الرغم من ان مارتن لوثر ..

كان لازم يثور على الأوضاع الغلط في الكنيسة الكاثوليكيّة ..
لكن اللي حصل وقتها وبعد كده هو انقسامات وطوايف كتيرة بلا عدد ..
والسبب الرئيسي لده في وجهة نظري ..
هو عدم التفريق بين الأساسيّات والفرعيّات في إيماننا وعقيدتنا ..
الأساسيّات، هي اللي مخلّيانا مسيحيّين، مينفعش نختلف عليها ونفضل واحد ..
الفرعيّات، مش بتدّينا هويّة مسيحيّة، فينفع نختلف عليها ونفضل واحد!
--

الأساسيّات زي (وده على سبيل المثال مش الحصر):
هويّة وطبيعة الرب يسوع باعتباره الله المُتجسّد ..
مصداقيّة وسُلطان كلمة الله باعتبارها الأساس للإيمان والأعمال!

الفرعيّات زي (وده بردو على سبيل المثال مش الحصر):
الاختلاف على تعريف "التقديس"، بين المشيخيّين والوسليّين ..
الاختلاف على "سِنّ المعموديّة"، بين المعمدانيّين وغيرهم ..
الاختلاف على "استمراريّة بعض مواهب الروح القدس"، بين الخمسينيّن وغيرهم ..
الاختلاف على "طبيعة مُلك الرب يسوع" إن كان حرفي ولا روحي، بين التدبيريّين وغيرهم!
--

لو بصّيتوا حواليكوا في أي مدينة أو قرية ..
هتلاقوا تجمُّعات كتير لكذا طايفة منكوا ..
في كذا "مبنى" (وليكن ٥ طوايف) ..
ممكن كل مبنى فيهم ميبقاش فيه غير ٣٠ واحد ..
بينما لو اتجمَّعتوا هيكفيكوا مبنى واحد منهم، وهيشيل ال ١٥٠ واحد!
شخصيًّا مش بفهم دعاوي بعض الإنجيليّين ومؤتمراتهم وصلواتهم للوحدة ..
لكن اللي بفهمُه، على الأقل فيما يخُصّنا كإنجيليّين ..

هو اننا ينفع نجتمع باختلافاتنا في الفرعيّات، ووحدتنا في الأساسيّات ..
حتى لو كانت التكلفة ان فيه ناس منّنا هتسيب مناصبها وسلطانها وسطوتها ..
عشان تدوب وسط الجماعة، من غير ما تفقد شخصيّتها وهويّتها المسيحيّة ..
وتسيب مكان الرأس للرب يسوع، والقيادة للروح القدس الحي المُحيي!
--

هفضل شايف ان صلاة الرب يسوع في (يوحنا ١٧) لأجل الوحدة ..
متحقّقة فعلًا في مؤمنين حقيقيّين من كل الطوايف ..
حتى لو مش ظاهرين للكل ..

ومتحقّقة في ناس سلّمت الرب يسوع حياتها فعلًا، وبتخدمه بكل أمانة ..
وهفضل بخدم "جسد" المسيح في كل طايفة بتدعوني للخدمة!
وهفضل شايف ان الرب يسوع ..
مش محتاج دعواتنا ولا مؤتمراتنا ولا صلواتنا ..

لأن الوصيّة الكتابية هي:
إننا "نحفظ" وحدانية الروح، اللي الرب بنفسه عملها (أف٣:٤)
مش اننا "نصنع أو نخلق" وحدانية شكليّة، الرب متكلّمش عنها!
ديڤيد ويصا