مع قرب دخول الحرب على قطاع غزة شهرها التاسع، وسط استمرار الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس، وتواصل المواجهات شمال إسرائيل مع حزب الله في لبنان، فضلا عن تهديد الحوثيين بتكثيف عملياتهم المشتركة مع بعض الفصائل العراقية المسلحة، لوحت تل أبيب بضرب تلك الفصائل داخل العراق.
 
قلق أميركي من توسيع الصراع
فقد أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي يخطط لشن هجمات واسعة على جماعات لإيران في العراق، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية محلية.
 
وزعمت أن هذه الهجمات تهدف لتدمير قدرات الميليشيات الإيرانية في المنطقة.
 
أتى هذا التهديد بعدما كثفت الجماعات المسلحة في العراق هجماتها الصاروخية على إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، ما أثار مخاوف في واشنطن وبعض الحلفاء من انتقام إسرائيلي محتمل وتصعيد إقليمي.
 
وعلى الرغم من أن المسؤولين الغربيين والخبراء الإسرائيليين لا ينظرون إلى هذه الهجمات التي تتم في كثير من الأحيان من مسافة مئات الكيلومترات، على أنها تشكل نفس مستوى التهديد لإسرائيل مثل الضربات المباشرة التي تشنها حماس أوحزب الله، إلا أنها زادت مؤخرا من حيث العدد والتعقيد، وفقا لوكالة "رويترز".
 
فقد بدأت بعض تلك الفصائل تستخدام أسلحة جديدة مثل صواريخ كروز بانتظام منذ مايو/أيار، ما يصعب على الدفاعات الجوية تدميرها.
 
وأكدت مصادر في الجماعات المسلحة نفسها، إلى جانب مسؤولين أميركيين ومسؤولين إقليميين آخرين، أن الهجمات التي شنتها الفصائل العراقية، بما في ذلك كتائب حزب الله والنجباء، كانت سببا لقلق متزايد بالنسبة لواشنطن.
 
"توحيد الساحات"
يذكر أن عبارة "وحدة الساحات" كانت طفت إلى السطح مجددا منذ تفجر الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر العام الماضي، بعد أن تحركت عدة جبهات في الوقت نفسه ضد إسرائيل وأميركا حليفتها الأبرز .
 
وشملت تلك الساحات إلى جانب غزة والضفة الغربية، لبنان والجولان السوري والعراق واليمن.
 
في حين نفت طهران مرارا أي علاقة لها بهجمات تلك الفصائل المسلحة الموالية لها في المنطقة، وشددت على أن تلك المجموعات التي وصفتها بـ"المقاومة" تنفذ ضرباتها وفق تقديراتها الخاصة ولا تأتمر بأوامرها.