يدين الحزب الليبرالي المصري أشد الإدانة، المجزرة الجماعية المروعة التي قامت بها قوات الدعم السريع في قرية "ود النورة" بولاية الجزيرة وسط السودان، حيث استيقظ أناس عزل غالبيتهم من المزارعين والرعاة على صوت مدافع ورشاشات آلية تحصد أرواحهم حصدًا دون سابق إنذار أو ذنب اقترفوه، ما خلف أكثر من مائة قتيل وعشرات الجرحى غالبيتهم من الأطفال والشيوخ والنساء.
 
إن ارتكاب مثل تلك الجرائم الإنسانية بحق المدنيين العزل لابد ألا يمر مرور الكرام، وأن ننتبه وينتبه معنا الضمير الإنساني؛ فإن ما يحدث في السودان مأساة بجميع المقاييس، ففي الوقت الذي تشهد فيه السودان أزمة جوع هي الأكبر في العالم هذه الأيام، تستهدف الميليشات -عن عمد- قرى زراعية بالتدمير والإرهاب، لتُحدث الصدمة موجات نزوحٍ واسعة من مختلف قرى ولاية الجزيرة، وهي سلة غذاء السودان، لتزيد الأزمة ويتفاقم الوضع وتتعقد الحلول أمام الساعين للحل.
 
ونحن وإذ نثمن دور مصر في الوقوف بجانب الدولة السودانية، نطالب بمزيد من التحرك ومزيد من الضغوط الدولية، أولاً لضمان عدم تكرار مثل تلك الجرائم الإنسانية مرة أخرى، وثانيًا لمحاولة إيجاد حل حاسم ودائم ينهي هذه الحرب العبثية.