اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار استشهاد القديس مار أبي فام الجندي (الطحاوى) (١ بؤونة) ٨ يونيو ٢٠٢٤
في هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار القديس العظيم مار أبي فام الجندي - الطحاوى نشأ في مدينة طحا بصعيد مصر من أبوين وثنيين. وإذ بلغ الثانية عشرة من عمره قدم أبوه عطايا كثيرة للأمير لينتظم ابنه في الجندية، فارتقي بيفام حتى صار من مقدمي قصر إبرجت، وقد عُرف عنه حبه للعدل والدفاع عن المظلومين خاصة الفقراء.
و إذ رأى فيه الله شوقه الحقيقي للحق وترفقه الشديد بالفقراء أرسل له الملاك غبريال يرشده أن يذهب إلى أحد الكهنة يعلمه ويعمده، وقد بقي يعبد اللَّه سرًا مع قديسين آخرين.
و إذ جاء ماربقطر بن رومانيوس الوزير (تاج الشهداء) إلى مصر ليستشهد، خرجت الجماهير تنظره، من بينهم بيفام، فنظر إليه بقطر ودعاه باسمه موصيًا باسمه إياه هكذا: "يا أخي بيفام، إياك أن ترغب في مجد الملوك الوثنيين، لأن مجدهم سريع الزوال". أجاب بيفام: "إني أؤمن بالمسيح، ولكن لا يمكنني أن أجاهر أمام الملوك خوفًا من غضبهم." قال له مار بقطر الأمير : "هذا الإيمان لا يجديك نفعًا، مثلك مثل إنسان يمتلك جوهرة مضيئة، وبدلًا من أن يجعلها تنير للآخرين طمرها في الأرض، أما أنت يا أخي بيفام فاجتهد في نيل إكليل الشهادة، فإني دعوتك لهذا الغرض وحده، وهذا وقت يعمل فيه للرب، لأن الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج".
بالفعل إذ حضر بيفام الجندي وليمةً رفض التبخير للأوثان، وإذ اُتهم بالعصيان ألقي بالمنطقة أمام مندوب الملك، وكان عمره في ذلك الوقت حوالي الثلاثين، فصدر الأمر بإلقائه في السجن. هناك ظهر له رئيس الملائكة غبريال وشجعه، قائلًا له: "طوبى لمن ينتقل من هذا العالم وهو حامل ثمرة إيمانه بالسيد المسيح؛ لتكن قوته وسلامه معك."
و لما اُستدعى القديس بيفام وعُرض عليه السجود للأوثان فرفض، فأُرسل إلى أسيوط مقيدًا حيث التقى بشهداء كثيرين، وقد صبَّ عليه الوالي عذابات كثيرة من عصر بالهنبازين، وتجريح رأسه بأمشاط حديدية، ووضع مشاعل نار عند جنبيه، وفي هذا كله كان يشكر الله ويسّبحه، إذ حول الله الألم إلى تعزية داخلية.
أرسل له الرب ملاكًا يعزيه... ثم كتب الوالي قضيته، وأمر بقطع رأسه خارج مدينة أسيوط، وقد تم ذلك في أول شهر بؤونة.
و حضرت أخته سارة لحظات استشهاده، وسمعته يسبح الله كما رأت رئيس الملائكة غبريال يحمل نفسه وقد ارتدى القديس حلة نورانية وصعد بها وسط تسابيح وتهليل. هكذا عاش متهلل الروح وسط آلامه وانطلق وسط الأفراح السماوية ليمارس الفرح الأبدي. و أُقيمت كنيسة باسمه هي كنيسة مارفام بابنوب، في الموضع الذي أكمل فيه سعيه.
بركة صلاته تكون معنا امين...
و لالهنا المجد دائما ابديا امين...