محرر الأقباط متحدون
البابا فرنسيس .. المياه وأهميتها وسوء تعاملنا معها، هذا ما تحدث عنه البابا فرنسيس في رسالة لمناسبة لقاء عُقد في كوستاريكا حول المحيطات.

وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى سفير كوستاريكا لدى الكرسي الرسولي فيديريكو زامورا كورديرو أعرب في بدايتها عن سعادته للاستجابة إلى الدعوة التي تلقاها للمشاركة في اللقاء رفيع المستوى للعمل من أجل المحيطات الذي يُعقد في عاصمة كوستاريكا سان خوسي بعنوان "منغمسون في التغيير". ثم ذكَّر الأب الأقدس بأننا نجد في إحدى الصور التي تُعتبر من رموز روما عربة تمتلئ بفرس البحر تسير في طرقات المدينة وكأن القدماء أرادوا التعبير هكذا عن وصول المياه إلى روما التي تبدو منغمسة في محيط المياه، فتستعيد هيبتها بعد سنوات من المجاعة واليأس بسبب حروب دمرت البنى التحتية.  

ثم انتقل البابا فرنسيس إلى الحديث عن أهمية المياه مذكرا بكونها ضرورية للإنسان، وقال إنه لا يمكن أن يكون هناك أي تقدم، ولا حتى اجتماعي، بدون المياه. ثم سلط قداسته الضوء على أن هناك في التاريخ مَن كرَّم المياه وذلك أيضا في صلاة تسبيح الخالق، وعاد البابا إلى القديس فرنسيس الأسيزي الذي يتحدث في نشيد المخلوقات عن المياه الأخت واصفا إياها بالمفيدة والمتواضعة، الثمينة والنقية.

من المثير للاستياء في المقابل، واصل البابا فرنسيس، أننا ننزع عن المياه هذه الصفات فنجعل ما هو مفيد شيئا يُستغل، وننتهك ما يقوم بعمل متواضع في صمت من أجل الخير العام. وبدلا من أن نعتبر عطية الله هذه ثمينة نحولها إلى عملة تبادلية ومادة للمضاربة بل وحتى مصدر استغلال، أضاف الأب الأقدس وتابع أن المياه النقية وما تحمل من خير للبشر معرضة للاعتداء من قِبل الشر والفردانية وازدراء الآخرين.

أشار البابا فرنسيس بعد ذلك إلى نافورة شهيرة في روما تصور فتاة تشير للجنود إلى الطريق نحو الينبوع، وأعرب قداسته عن الرجاء أن تساعدنا هذه الصورة على إدراك أن حضارتنا منغمسة في المحيط وأن هناك حاجة إلى تغيير جذري، وذلك لاستعادة معنى تلك الصفات التي وصف بها القديس فرنسيس الأسيزي المياه. فلنثمن فائدة المياه المتقاسَمة بالنسبة للأمن الغذائي، قال البابا فرنسيس، فلنثمن تواضع عملها في تنظيم المناخ، فلنكافح ضد التلوث لنعيد إلى المياه جمالها الثمين، ولنفعل ما يجب كي لا ننتهك نقاءها، ولنتركها إرثا للأجيال القادمة.

ثم ختم قداسة البابا فرنسيس رسالته إلى سفير كوستاريكا لدى الكرسي الرسولي سائلا إياه أن ينقل إلى جميع المشاركين في هذا الحدث تحياته وبركاته، راجيا أن يعيدوا بما يقومون به من عمل إلى المحيطات كرامتها المشروعة كمخلوقات الله.