محرر الأقباط متحدون
تستضيف مدينة ريجيكا الكرواتية من الرابع عشر وحتى العشرين من تموز يوليو المقبل النسخة الثالثة من اللقاءات اللاهوتية في المتوسط التي تسير في نهج وثيقة الأخوة الإنسانية. ومن المرتقب أن يشارك في اللقاء عشرات طلاب الدكتوراه المتخصصين في اللاهوت الكاثوليكي، الأرثوذكسي والبروتستنتي بالإضافة إلى الفقه الإسلامي، ويُعقد حول موضوع "لقاءات لاهوتية ٢٠٢٤: المسيحية والإسلام في خدمة الأخوة في عالم منقسم".

إن الحدث – الذي تنظمه رئاسة أبرشية ريجيكا – هو عبارة عن أسبوع من المحاضرات والحوارات والنقشات العامة والطاولات المستديرة من المرتقب أن يشارك فيه أربعون طالباً في علم اللاهوت والفقه الإسلامي من دول بلقانية وأوروبية مختلفة. تبدأ الأعمال في الرابع عشر من تموز يوليو على أن تنتهي في العشرين منه، وستجري في محلة لوفران المطلة على البحر الأدرياتيكي، وسيُلقي المحاضراتِ خمسة أساتذة جامعيين، مسيحيين ومسلمين.

يؤكد المنظمون أن التعايش بين المسيحية والإسلام في منطقة المتوسط كان وما يزال تحدياً دائماً، وهذا التحدي ازداد صعوبة اليوم في زمن العولمة والهجرات ووسط الأوضاع الديمغرافية المتغيّرة وتنامي السياسات الشعبوية. ومما لا شك فيه أن المشاركين في اللقاء سيوجهون الأنظار نحو وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها البابا فرنسيس وإمام الأزهر أحمد الطيب في أبو ظبي في الرابع من شباط فبراير ٢٠١٩. وسيحلل المؤتمرون إمكانات العلاقة المثمرة بين المسيحية والإسلام، وسيتوقفون عند الحوار بين الأديان لكونه أداة أساسية بالنسبة لمستقبل التعايش.

وبغية إغناء النقاشات اللاهوتية وجعلها أكثر انفتاحاً من وجهة النظر المسكونية وما بين الأديان، ستشهد اللقاءات مشاركة أساتذة جامعيين وقد فُتحت طلبات الانتساب أمام أربعين طالباً على أن تُقدم خلال مهلة أقصاها العشرين من حزيران يونيو الجاري. ويؤكد المنظمون أن الإقامة ستكون مجانية وستتم النقاشات والمحاضرات باللغة الإنجليزية.

من بين الأساتذة المشاركين أستاذ اللاهوت الأساسي في كلية زغرب الكاثوليكية توميسلاف كوفاك، المتخصص في شؤون العلاقات بين المسيحية والديانات الأخرى، لاسيما الحوار الإسلامي – المسيحي. وهو مؤلف كتاب حول الحوار ما بين الأديان من المنظار الكاثوليكي. هذا فضلا عن مشاركة اللاهوتي البروتستنتي أولريتش شميدل المتخصص في اللاهوت العام والسياسي. وهو صاحب دراسات بشأن دور الأديان في الفضاء العام وقدرتها على مواجهة تحديات مجتمعنا المعاصر، وبنوع خاص تحدي الهجرة.

سيتخلل الأعمال حوار بين الطلاب واللاهوتية الأرثوذكسية اليونانية أنجيليكي زياكا المسؤولة عن لجنة الدراسات الإسلامية في كلية اللاهوت التابعة لجامعة أرسطو في تسالونيكي. وهي تُعنى بنوع خاص بالحوار الإسلامي – المسيحي وقد ألفت كتاباً بعنوان "لقاء المسيحية مع الإسلام". من الجانب الإسلامي سيشارك في اللقاء إمام بنزبرغ بألمانيا بنيامين إدريس، الحائز على شهادة دكتوراه في الفقه الإسلامي، ويرأس منتدى ميونخ الإسلامي، وهو عضو في مجلس الأديان في ميونخ. يُعنى بالقضايا المرتبطة بالإسلام المعاصر، وهو صاحب كتب عدة، من بينها: "الإسلام ذو الوجه الأوروبي"؛ "أهلاً بكم في ألمانيا – توجيهات للمهاجرين المسلمين من أجل تعايش ناجح في ألمانيا"، "الإسلام والنساء" و"كيف يمكن فهم القرآن".