ياسر أيوب
قرر القاضى إدوارد بيبيرال بالمحكمة الإنجليزية العليا، أمس الأول، الاستجابة لطلب المحامية فاطيما رشيد بتأجيل جلسة الاستماع الخاصة بقضية جماهير ليفربول ضد الاتحاد الأوروبى لكرة القدم.. وكانت الحكاية قد بدأت أصلًا فى 28 مايو 2022 حين استضافت باريس نهائى دورى الأبطال بين ريال مدريد وليفربول. وسبقت المباراة فوضى ضخمة أدت إلى تأخير بدايتها 30 دقيقة وإصابة 230 مشجعًا، وعجز كثير من أصحاب التذاكر عن دخول الاستاد، مع تعرض كثيرين منهم للاعتداء والإهانة..
وتدخلت الشرطة الفرنسية، واعتقلت 100 مشجع.. وتحول الأمر إلى قضية كبرى، اضطرت بعدها فرنسا إلى الاعتذار رسميًّا عما قامت به شرطتها، ووجّه الرئيس الفرنسى ماكرون اللوم إلى وزير الداخلية، جيرالد دارمانين.. واعتذر أيضًا الاتحاد الأوروبى لكرة لقدم، بعدما سارع واتهم جماهير ليفربول بالتسبب فى تلك الفوضى، وتبين فيما بعد أن ذلك لم يكن صحيحًا.. وقام الاتحاد الأوروبى فى مارس الماضى بدفع تعويضات سرية لبعض جماهير ليفربول، التى سبق أن أقامت دعوى قضائية لمطالبة الاتحاد الأوروبى بتعويض عما لحق بهم من ضرر جسدى ونفسى أمام أبواب الاستاد.. ثم فوجئ الاتحاد الأوروبى مؤخرًا بدعوى قضائية جديدة أقامها قرابة 1200 من مشجعى ليفربول أمام المحكمة الإنجليزية العليا.. ولم يقم الاتحاد هذه المرة بدفع أى تعويضات، لكنه قام بتوكيل المحامية الإنجليزية الكبيرة والشهيرة فاطيما رشيد للدفاع عنه أمام المحكمة العليا.. وكانت هناك أسباب كثيرة شجعت الاتحاد الأوروبى على اختيار فاطيما لهذه القضية.. فهى محامية قديرة، ونالت فى 2016 منصب ولقب مستشارة الملكة، الذى هو أعلى منصب يمكن أن يصل إليه أى محامٍ إنجليزى.. وسبق أن كانت فاطيما محامية جماهير نيوكاسيل يونايتد ضد الاتحاد الكروى الإنجليزى ورابطة الدورى الممتاز..
ومحامية الضحايا العراقيين ضد القوات البريطانية فى البصرة.. ومحامية الأمير هارى ضد حكومة بريطانيا حين رفضت توفير حراسة للأمير.. وبات كثيرون ينتظرون ما ستقوله فاطيما فى جلسة الاستماع الجديد فى 27 يونيو الحالى.. وما سيقوله محامو جماهير ليفربول أيضًا وما سيحكم به قاضى المحكمة العليا.. وإذا كانت الحكاية كلها مهمة، حيث تضمنت اعتذارًا تقدم به كل مَن أخطأ.. وليس من الضرورى أن يموت أحد ليكون هناك تحقيق.. والحقوق لا تضيع مهما طال الزمن مادام يسأل عنها أصحابها.. فإن هذه القضية الجديدة أيضًا مهمة لأنها ستحدد من وجهة نظر القانون الجنائى مسؤولية اتحاد كروى عن سلامة أى جماهير أمام كل استاد.. ومسؤولية الحكومة عن أى فوضى كروية.. والفوارق بين مسؤولية الحكومة والشرطة والاتحاد والنادى.. فهل سينتصر القضاء الإنجليزى لجماهير ليفربول.. أم سينتصر الاتحاد الأوروبى ومحاميته فاطيما شهيد؟.
نقلا عن المصرى اليوم
