اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة القديس ابونا يسى ميخائيل (٣ بؤونة) ١٠ يونيو ٢٠٢٤
في مثل هذا اليوم من سنة ١٩٦٢ م تنيح القديس القمص ابونا يسى ميخائيل كاهن كنيسة القديس انبا شنودة رئيس المتوحدين بكوم غريب مركز طما محافظة سوهاج

حقاً أن الله ممجد في قديسيه.. من خلال المعجزات الكثيرة القوية التي تتم بشفاعتهم، لانه يكرم الذين يكرمونه. وهو يتمجد اسمه كثيراً في قديسنا العجيب أبونا يسى ميخائيل. قديس كوم غريب. طما. وهو قديس عجيب في كل شيء . كما كان في حياته يعيش في عشرة حقيقية مع الله وفي انكار ذات. لذلك فاحت منه رائحة المسيح الذكية أيضاً بعد نياحته كرمه الله من خلال معجزات تمت وما زالت وستستمر بشفاعته بطريقة عجيبة .

ولد الطفل يسى ميخائيل سنة 1877م , عاش طفولته وشبابه مرتبطاً بالكنيسة مداوماً على التناول من الأسرار المقدسة قارئاً للكتاب المقدس محباً للتسابيح والألحان. سافر إلى العمل بالقاهرة وكان مثالاً للشباب المسيحي في عمله عام 1902م. ولكنه قدم استقالته عام 1903م لعدم وجود الجو الروحي المناسب له. وسافر إلى القدس ليتبارك من القبر المقدس وكنيسة القيامة. ولما عاد إلى قريته كوم غريب ونال سر الزيجة عام 1905م

وفي نفس السنة دعته العناية الإلهية لتوضع عليه اليد وينال سر الكهنوت المقدس ليخدم مذبح كنيسة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بكوم غريب. وبالرغم من وجود كاهنين بالكنيسة هما القمص مشرقي ساويرس والقمص بولس ساويرس ونظراً لأتساع الخدمة طلب أهل البلدة كاهناً من نفس البلدة وأختاروا يسى أفندي لهذا المنصب المقدس وأمام دعوة الكهنوت كان صامتاً مطيعاً كما عهدناه دائماً وهو يقول هو الرب وما يحسن في عينيه فليفعل وضعت اليد على يسى ميخائيل بيد مثلث الرحمات أسقف سوهاج في ذلك الوقت . فخدم بمحبة وأمانة وأيضاً ببساطة وإتضاع لذلك جذب الكثيرين إلى حضن المسيح والكنيسة.

وبدأت خدمة ابونا القس يسى في كوم غريب وكانت البساطة المملؤة حكمة سر هذا الرجل القديس، وكان ببساطته المعروفة عنه يجذب الكثيرين إلى المسيح فقد كان يسلك ببساطة وحكمة وبشاشة وحب ويفرح بأولاده ويفتقدهم بعطفه ومحبته، كان افتقاده من أول اليوم إلى أخره وكانت زيارته سبب بركة لكل بيت يدخله. وكانت خدمة أبونا يسى عميقة روحياً وكان محتملاً كل شئ من أجل مسيحه الغالي راضياً قانعاً في كل شئ خادماً أميناً راعياً شعبه بطهارة وبر.

وفى أحدى زيارات المتنيح الأنبا مرقس مطران أبو تيح لكوم غريب في سنة 1937م طلب من القس يسى أن يخضع أمام الله وسمع كل من في الكنيسة هذه المفاجأة المفرحة يسى قمصاً على كنيسة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، وفيما هو يهرب من الكرامة توجته السماء بهذه الدرجة المقدسة.

وسوف نتعجب جداً حينما نعرف أن القديس ابونا يسى لم يعظ في حياته، وستتسأل كيف كان يعلم وكيف كان يجذب الناس وكيف كان يوضح المسيحية ؟!! فقد كانت حياته بساطته .. وحكمته .. أفتقاده وروحانياته .. أبلغ العظات، كان درساً عملياً ليقول مع القديس بولس الرسول (تمثلوا بي كما أنا بالمسيح ). كان الكل يأتون إلى حضن المسيح والكنيسة ليعرفوا مصدر إشعاع المسيح في هذا القديس.

بالرغم من أنه لم يعظ ولا يعرف الوعظ إلا أنه عرف قيمة وأهمية التعليم لذلك تبنى أبن أخيه جندي سرجيوس وألحقه بالكلية الإكليركية بالقاهرة وتخرج منها في مايو 1966 وتمت سيامته كاهناً على كنيسة السيدة العذراء في سبك الأحد في 24/9/1967، ثم قمصاً في سبتمبر 1971 وكان القديس يسى يحبه جداً وكان يناديه دائماً يا مختار الله ويروى أبونا القمص صموئيل أنه تصادف مروره أمام البطريركية قبل رسامته وأخذ بركة قداسة البابا كيرلس الذي ناداه بأبونا صموئيل وبالفعل تمت رسامته بهذا الأسم على يد الأنبا ديسقورس المتنيح مطران المنوفية .

وقد كان القديس ابونا يسى على موعد مع التجارب، كان أصعبها فقد أبنه الوحيد إبراهيم فوقف يصلى وهو يذرف دموع الفراق في صمت قائلاً (صمت لا أفتح فمي لأنك آنت فعلت) وكان يردد ربنا أسترد وديعته. الرب أعطى الرب أخذ فليكن أسم الرب مباركاً، مشاركاً في ذلك ومتعلماً من أيوب النبي حينما أخذ الله منه كل شئ حتى أولاده

ولما غلبت عاطفة الأمومة زوجة القديس ابونا يسى فكانت مثل راحيل تبكى على أبنها ولا تريد أن تتعزى لأنه ليس بموجود ، وظلت سنيناً تذرف الدموع حتى فقدت بصرها تماماً وبدأت مرحلة في حياة أبونا يسى في خدمة زوجته فقد ظل أبونا يسى يخدم زوجته بنفسه دون مساعدة من أحد بخدمتها من كل النواحي حتى نياحتها ، وفى نفس الوقت لم يقصر في خدمته وأفتقاده وأبوته لشعبه.

لقد كان القديس ابونا يسى رجل صلاة ووصل إلى أعلى درجاتها حتى كان لسان حاله يقول مع داود النبي الملك (أما أنا فصلاه)، فكثيراً ما كان يختلي بنفسه ويلتصق بإلهه الذي أحبه ومات لأجله .. كان يدخل بيته في السادسة مساءً بعد يوم كامل من الأفتقاد والقداسات والخدمة وتراه في الشارع في السادسة صباحاً، لأنه رجل صلاة وتسبيح فقد نسخ أبصلمودية بخط يده وهى الآن طرف الأب الموقر القمص صموئيل سرجيوس أبن شقيقه كاهن كنيسة العذراء بسبك الأحد منوفية، وأيضاً الأجبية التي نسخها بخط يده وغلفها بالجلد وقد أهداها أبونا صموئيل للأب يؤانس كمال .

ويقول الكثيرون أن مطران الأقباط الكاثوليك في أثناء زيارته لكوم غريب طلب أن يقابل رجل الله القديس ابونا يسى وطلب منه أن يشرب من كوب ماء ويشرب هو ورائه لإيمانه في بركة القديس يسى.

ويحكى ايضا انه كان لأحد جيرانه كلاباً متوحشة إذا خرجت من المنزل قطعت الطريق تماماً لكن أبونا يسى كان يسير أمامها دون أن يسمع صوتها وسط دهشة أهل البلدة وكانوا يقولون حقاً أن هذا الرجل هو رجل الله .

ومن المعجزات التي شاء الله تبارك اسمه ان تحدث بصلاته ان سيدة تسلط عليها شيطان وتشفعت بالقديسين وتوجهت بثقة من خلال معرفتها بأبونا يسى وقدرته العجيبة في صنع أقوى المعجزات حيث كان سريعاً في استجابته لطلبها ، ورأته وهي بين النوم واليقظة حيث كانت مرة النفس بسبب تسلط الشيطان على جسدها وهو يمسك بيده حربة ويسحق الشيطان. بل ورأت الشيطان يخرج مدحوراً مرعوباً من قوة أبونا يسى لتفيق وتجد نفسها وهي حرة من تسلط الشيطان، لأن السيد المسيح أعطى أبونا يسى سلطانا أن يدوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو.  

وقيل أن أبونا يسى في زيارته لأحد البيوت أن سيدة المنزل كان في جيبها خمس قروش فضية ومليم أحمر (عملة قديمة) ، وعند خروج أبونا أخرجت من جيبها وأعطته دون أن تنظر .. وبعد خروجه أكتشفت أنها أعطته المليم الأحمر فخرجت وراءه قائلة : سامحني يا أبونا وقدمت له ألـ 5 قروش رفض رجل الله قائلاً : ( أنا راضى بنصيبي أللى ربنا أداهونى خير كتير من ربنا ) .

وكما رأى كثيرون أن اليمام كان يدخل عنده ويقدم له أبونا يسى القمح على يديه وكان يلتقطه في فرح ويجلس معه على السرير ، وأيضاً قط كان يأنس به ويقدم له أكلاً .. والعجيب أنه بعد نياحته خرج القط ولم يراه أحد في بيته أو في القرية كلها !!!!

تنيح القديس ابونا يسى بسلام وهدوء يوم 10| 6|1962م وهو نفس يوم نياحة القديس الأنبا ابرآم أسقف الفيوم والجيزة. ويذكر أنهم سمعوا صوت تسبيح اشتموا رائحة بخور من منزله ،ويذكر انه ظهرت من قبره أنواراً بعد أيام من نياحته ، وتمت معجزات كثيرة بواسطة الرمل العجيب الذي بجوار قبره وما زالت تجري معجزات كل يوم بلا توقف حتى اليوم.
بركة صلاته تكون معنا آمين…
وبالهنا المجد دائما أبديًا امين …
خرستوس أنيستي اكنكرون…
المسيح قام من بين الأموات…