محرر الأقباط متحدون
استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح هذا اليوم وفدا كنسيا من تشيلي ضم عددا من ممثلي الكنائس المسيحية هناك والذين وصلوا في زيارة تضامنية مع الشعب الفلسطيني وبهدف المطالبة بانهاء الحرب وتحقيق العدالة المغيبة في هذه الارض المقدسة .
وقد استقبلهم سيادته في كنيسة القيامة مرحبا بهم وقائلا لهم بأن اجتماعنا اليوم في هذا المكان الاقدس والاهم في الايمان والعقيدة المسيحية انما هو تعبير عن صرخة نطلقها من هذا المكان لعلها تصل الى حيثما يجب ان تصل من اجل وقف نزيف غزة ووقف هذا العدوان الغاشم الذي ادى الى الكثير من المآسي والكوارث الانسانية .
ان هذه الحرب يجب ان تتوقف سريعا وهي عقاب جماعي واستهداف للمدنيين وخاصة شريحة الاطفال فقطاع غزة كله اضحى مدمرا وغالبية السكان اصبحوا لاجئين في وطنهم وهم الذين عانوا من النكبة وتبعاتها عام 48 وها هم يعيشون نكبة جديدة ومتجددة في ظل اوضاع كارثية ومأساوية .
ان مطلبنا الاول والاخير والوحيد في هذه الايام الاليمة والعصيبة التي نمر بها هو ان تتوقف الحرب التي ادمت قلوبنا جميعا وجعلتنا نعيش في حالة ألم وحزن وحسرة على ابرياء يقتلون بدم بارد دون اي وازع انساني او اخلاقي .
فبأي سبب يقتل المدنيون في غزة ويستهدف الاطفال ويتم تجويع المواطنين .
ان غزة بلد الخيرات اضحى فيها المواطنون يعيشون في اوضاع كارثية فلا الماء متاح ولا الطعام متاح ولا الدواء الذي يحتاجه المرضى متاحا وكأن عقارب الساعة قد توقفت في غزة والكل يعانون من اوضاع مأساوية وكارثية ، والانكى من ذلك ان سلطات الاحتلال تمنع وصول المواد الاغاثية فالمبادرات الانسانية التي اطلقت بهدف ايصال ما تيسر من طعام ودواء وماء انما قد توقفت لانه امر مستحيل في ظل الاوضاع الراهنة ان يصل شيئا الى غزة .
من يتحمل مسؤولية هذه الكارثة ليس فقط الاحتلال بل كل من يدعمه بالمال والسلاح لا بل الصامتون ايضا والمتفرجون يتحملون قسطا وفيرا من المسؤولية فأمام هذه الجرائم المرتكبة بحق الانسانية لا مجال للصمت بل يجب ان يرفع الصوت عاليا مناديا بوقف هذه الحرب وهذه المأساة .
في ادبياتنا المسيحية نحن نرفض الحروب ولا يمكننا ان نقبل بها كما اننا نرفض العنف والقتل واستهداف حياة الانسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله ومن يعتدي على الحياة البشرية انما يعتدي على الارادة الالهية .
ما يحدث اليوم في غزة انما هي وصمة عار في جبين الانسانية فنحن في الشهر التاسع للحرب ولم تفلح حتى هذه الساعة الجهود والمبادرات التي اطلقت بهدف وقف العدوان.
نحييكم على مواقفكم وعلى انسانيتكم وعلى رغبتكم الصادقة في مساعدة شعبنا ومن هنا من كنيسة القيامة في القدس نبعث بنداء عاجل الى كل المرجعيات الروحية في العالم والى كل المرجعيات الحقوقية والانسانية بضرورة ان يتحمل كل واحد منهم مسؤوليته وان يقوم بواجبه في وقف الحرب اولا وفي العمل على اغاثة اهلنا هناك ثانيا الذين يتضورون جوعا ويعانون من اوضاع مأساوية كارثية.
قدم سيادته للوفد تقريرا تفصيليا عن احوال غزة وعن احوال المسيحيين فيها وقد بقي عدد قليل منهم في الكنيسة الارثوذكسية وفي الكنيسة الكاثوليكية .
كما وتحدث سيادته عن اوضاع مدينة القدس وما تتعرض له حيث ان الفلسطينيين يستهدفون في مقدساتهم واوقافهم وكافة تفاصيل حياتهم .
كما واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .