محرر الأقباط متحدون
يوم الجمعة المقبل سيحضر البابا فرنسيس قمة مجموعة السبع التي ستنعقد في بورغو إينياتسيا بإقليم بوليا الإيطالي والمخصصة للبحث في قضايا عدة من بينها مسألة الذكاء الاصطناعي. ويتزامن انعقاد القمة التي سيشارك فيها قادة الدول السبع الأكثر تصنيعاً في العالم (الولايات المتحدة، كندا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا واليابان) يتزامن مع الحرب الروسية الأوكرانية والصراع بين إسرائيل وحماس.

البابا فرنسيس سيشارك في جلسة خصصت للذكاء الاصطناعي، مع العلم أن الحبر الأعظم عبّر في أكثر من مناسبة عن قلقه حيال ما يمكن أن يترتب على هذه التكنولوجيا من مخاطر وانعكاسات سلبية. يرى الخبراء أن المسألة لا تتعلق فقط بخصائص الذكاء الاصطناعي وآفاق استخدامه للمستقبل لكونها تشمل أيضا النطاقات التي تُطبق فيها هذه التكنولوجيا الحديثة حيث تُعطى الأولوية على ما يبدو للمجال العسكري.

وتقول بعض الصحف، من بينها صحيفة The Guardian البريطانية، إن الجنود الإسرائيليين الذين يقاتلون في قطاع غزة هم اليوم موجهون من قبل برنامجين يستخدمان الذكاء الاصطناعي، ويعتبر بعض الخبراء أن هذه التكنولوجيا ساهمت في ارتفاع عدد الضحايا وسط المدنيين في غزة، لأنها تُحدد الموقع حيث يُفترض أن يتواجد المطلوبون من حماس لتقوم القوات الإسرائيلية بقصفها بغض النظر عن الأضرار الجانبية.

فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية تفيد المعلومات الواردة من هناك بأن الجنود الأوكرانيين بدأوا يستخدمون مسيرات موجهة بالذكاء الاصطناعي، وهي عبارة عن جيل جديد من المسيرات لا يوجهها الإنسان الذي يحدد الأهداف ويسعى غالباً إلى تفادي الأضرار الجانبية. ويتحدث الخبراء عن وجود ما لا يقل عن عشر شركات أوكرانية وشركات أخرى غربية تستخدم أرض المعركة كمختبر لإجراء التجارب على الأجهزة العسكرية المتطورة، الأمر الذي سيحدد كيفية خوض الحروب والمعارك في المستقبل.

من هذا المنطلق يرى الكثير من الأشخاص أنه من الأهمية بمكان أن تشكل قمة مجموعة السبع المرتقبة خلال الأيام الثلاثة المقبلة مناسبة ملائمة للتباحث في وضع معاهدة دولية، تماما كما حصل في الماضي بالنسبة للأسلحة النووية، تفرض قيوداً على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، مع أنه يبدو من الصعب اليوم أن توضع القواعد لظاهرة ما تزال في مراحلها البدائية من التطوير، في وقت يشهد فيه العالم سباقاً في مجال إنتاج الأسلحة الأكثر فتكاً.  

ستكون المرة الأولى التي يشارك فيها حبر أعظم في قمة مجموعة السبع. وفي أعقاب الإعلان رسمياً عن هذه المشاركة عبرت رئيس الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، التي ترأس بلادها مجموعة السبع، عن امتنانها للبابا فرنسيس على قبوله الدعوة، لافتة إلى أن الحكومة الإيطالية تريد أن تثمّن الإسهام الذي يمكن أن يقدمه الكرسي الرسولي في مجال الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يساهم في تطبيق مفهوم "الخوارزميات الخلقية". وأضافت السيدة ميلوني أن الحبر الأعظم ومن خلال مشاركته في هذه الجلسة سيقدم إسهاماً مقرراً لعملية وضع إطار تنظيمي، خلقي وثقافي للذكاء الاصطناعي.