محرر الأقباط متحدون
في مواصلةٍ للّقاءات التي يجريها مع كهنة أبرشيته روما للتعرف على عملهم ومشاكلهم ولتشجيعهم والإجابة على أسئلتهم، التقى البابا فرنسيس أمس حوالي ١٦٠ كاهنا وذلك في الجامعة الحبرية الساليزيانية.
توجه قداسة البابا فرنسيس بعد ظهر أمس الثلاثاء ١١ حزيران يونيو إلى الجامعة الحبرية الساليزيانية ليواصل لقاءاته مع كهنة أبرشيته روما، وكان لقاء الأمس مع الكهنة الذين مر على سيامتهم ما بين ١١ و٣٩ سنة. وخلال حديثه مع الكهنة البالغ عددهم ١٦٠ تقريبا تطرق الأب الأقدس إلى مواضيع عديدة في طليعتها العمل الرعوي، دور الكاهن وهويته وجمال أن يختار الشخص الكهنوت، وذكَّر قداسة البابا في حواره مع هؤلاء الرعاة بالأب ميلاني كنموذج وصفه الحبر الأعظم بنور للكهنة في إيطاليا. وحذر البابا مجددا من خطر السقوط في الدنيوية كما وشدد على ضرورة توسيع الكنيسة للاستقبال كي يشمل الجميع.
ثم انتقل الحديث إلى المرافقة والتي يجب أن يطبعها القرب والشفقة والحنان والتي هي صفات أسلوب الله. وتطرق البابا فرنسيس إلى مرافقة الأشخاص المعانين وبشكل خاص المسنين، كما وتحدث عن جوانب مختلفة من العمل الرعوي تشمل مجالات هامة من بينها المستشفيات ومشاكل السكن. ودعا الأب الأقدس في هذا السياق الجمعيات الرهبانية التي لديها بنى سكنية إلى السخاء، كما وتوقف البابا عند مشكلة انتشار المخدرات وعند ما وصفها بمأساة الوحدة، وأشار في حديثه إلى أن هناك كثيرين يعيشون آلامهم بشكل غير مرئي. وقال قداسته للكهنة إن في حياة الكاهن يتمتع ما هو غير مرئي بأهمية أكبر مقارنة بالمرئي، وتابع قائلا: إن عملنا ككهنة هو أن نتوجه إلى هؤلاء الأشخاص وذلك لأن الكنيسة إما أن تكون نبوية أو إكليروسية، وعلينا يتوقف الاختيار.
هذا وكانت الأوضاع الحالية في أوروبا والعالم من المواضيع التي تطرق إليها البابا فرنسيس في حواره مع الكهنة، وتحدث قداسته بألم عما يشهد العالم حاليا من حروب مشيرا إلى ما يحدث في الأرض المقدسة وأوكرانيا، هذا إلى جانب الأوضاع في ميانمار والكونغو. وسلط البابا الضوء على الاستثمارات الضخمة في السلاح كما وشدد على ضرورة التشديد بشكل أكبر في التعليم الاجتماعي للكنيسة على الالتزام من اجل الخير العام والسلام، وذلك بشكل خاص أمام ما يشهد زمننا من عدم التزام وعدم مشاركة في التصويت، وذكَّر قداسته هنا بكون السياسة الجيدة أسمى أشكال المحبة.
ومن بين النقاط الأخرى التي تم التطرق إليها خلال لقاء البابا فرنسيس أمس مع الكهنة الميول الجنسية المثلية حيث شدد قداسته مجددا على ضرورة استقبال الكنيسة للجميع ومرافقتهم، وتحدث عن ضرورة التقييم الحذر عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالتحاق المثليين بالإكليريكيات.
هذا وأراد البابا فرنسيس في ختام اللقاء توجيه الشكر إلى الكهنة على عملهم ودعاهم إلى مواصلة الالتزام والتمييز الجماعي والإصغاء إلى جميع من يلجؤون إليهم. كما وتحدث الأب الأقدس عن الكاردينال أنجيلو دي دوناتيس الذي عينه مؤخرا رئيسا لمحكمة التوبة الرسولية بعد أن كان نائبه العام على أبرشية روما. وشكر البابا فرنسيس الكاردينال، والذي كان الأب الروحي خلال الدراسة في الإكليريكية للكثير من الكهنة الحاضرين، على عمله، كما وأشاد بقدرته على الفهم والمغفرة وهي صفات هامة بالنسبة لمهمته الجديدة كرئيس لمحكمة التوبة الرسولية حيث عليه أن يكون تعبيرا عن رحمة الآب.
هذا وتجدر الإشارة إلى إدلاء المطران ميكيلي دي تولفي مسؤول أبرشية روما الذي شارك في اللقاء بتصريحات إلى موقع فاتيكان نيوز، أشار فيها إلى تشديد البابا فرنسيس خلال تحيته الكهنة على كونهم رعاة يتسمون بالسخاء والشفقة وقادرين على القرب. وأشار قداسته إلى أن الكهنة هم في كثير من الحالات الوحيدون الذين يقفون إلى جانب الأشخاص خاصةً وأن المؤسسات، حسبما ذكر بعض الكهنة المشاركين في اللقاء، كثيرا ما لا تصغي إلى صرخة الفقراء. وتابع مسؤول الأبرشية أن الأب الأقدس قد دعا الكهنة إلى أن يتحلوا بالقوة والتواضع في الوقت ذاته، وذلك كي يجعلوا الأشخاص يشعرون بأن الرعية تقف معهم وهي بيت يمكنهم أن يعيشوا فيه خبرة العائلة.