إعداد/ ماجد كامل
يمثل عالم الاجتماع المصري الكبير الدكتور سيد عويس ( 1913- 1988) قيمة كبيرة في تاريخ الدراسات الإجتماعية في مصر خصوصا في مجال البحث الميداني . أما عن سيد عويس نفسه ، فلقد ولد في 17 فبراير 1913 بمدينة القاهرة ، وتدرج في مراحل التعليم المختلفة . ومع تأسيس الجمعية المصرية للدرا سات الإجتماعية ، وإنشاء مدرسة الخدمة الإجتماعية خلال شهر مايو 1937 .
وبدأ يقرأ عن أهدافها . فاعجب بها كثيرا ، وفي يوم 16 اكتوبر 1937 ، افتتحت الدراسة بمدرسة الخدمة الاجتماعية بالقاهرة ، وكان سيد عويس واحدا من 65 طالبا وطالبة ألتحقوا بهذا المعهد ، وفي هذا المعهد الوليد ، أتيحت له الفرصة للاستماع إلي محاضرات ( إسماعيل القباني – الدكتور حلمي السعيد – الدكتور عبد العزيز القوصي – الدكتور محمد عوض محمد – الأستاذ يعقوب فام ....... الخ ) . ولقد أتيح له خلال الدراسة فرصة الاشتراك في بحث علمي ميداني حول " مشكلة الفقر في مصر " و كان ذلك خلال عام 1938 . كما شارك في بحث حول حالات الأحداث الجانحين .واستمر في الدراسة في ذلك المعهد حتي تخرج فيه عام 1940 . ثم جاءته الفرصة للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث حصل علي درجة الماجستير عام 1954 ، ثم درجة الدكتوراة عام 1956 . وعاد إلي مصر ليعمل بمجال البحث الإجتماعي الميداني . ومن خلال هذا العمل أستطاع أن يثري المكتبة الإجتماعية بالعديد من الكتب والدراسات الرائدة ،
نذكر منها في حدود ما تمكنت من التوصل إليه :-
1-من ملامح المجتمع المصري – ظاهرة إرسال الرسائل إلي ضريح الإمام الشافعي .
2-الخلود في التراث الثقافي المصري .
3-محالة تفسير الشعور بالعداوة .
4-هتاف الصامتين .
5-نظرة القادة الثقافيين المصريين نحو ظاهرة الموت ونحو الموتي .
6-التاريخ الذي أحمله علي ظهري ( ثلاثة أجزاء :- الأرض والبذور – ماء الحياة – الثمار ) .
7-قراءات في موسوعة المجتمع المصري .
كما قام بترجمة كتاب " ثورة الزنوج " للويس لوماكس .
كما شغل خلال حياته الوظيفية عضوية الهيئات التالية :-
1-مجلس إدارة المراكز والمجالس القومية المتخصصة .
2-اكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا .
3-سكرتارية جمعية الخدمات الاجتماعية بحي بولاق التي أسهم في تأسيسها عام 1947 .
وحصل أيضا علي العديد من الجوائز والأوسمة نذكر منها :-
1-جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الإجتماعية من المجلس الاعلي لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية ، عام 1965 .
2-جائزة الدولة التقديرية في العلوم الإجتماعية من المجلس الأعلي للثقافة عام 1986 .
وأستمر في العمل والكتابة والبحث العلمي الميداني حتي توفي 16 يونية 1988 عن عمر يناهز 75 عاما .
ويذكر الكاتب مكاوي سعيد في مقال له نشر في جريدة المصري اليوم بتاريخ 27 نوفمبر 2017 ، أنه من بين كتاباته " من ملامح المجتمع المصري المعاصر " حيث أهتم بدراسة ظاهرة إرسال الرسائل إلي ضريح الإمام الشافعي ، وفيها درس مضمون الرسائل التي كان يرسلها الناس يشكون فيها الإمام الشافعي بعض أحوالهم وما يواجهونه من عنت ومن ظلم أو يطلبون فيها قضاء بعض الحاجات . وبالفعل تقدم الدكتور سيد عويس بطلب مكتوب إلي مؤسسة الأزهر الشريف يطلب فيها السماح له بالإطلاع علي هذه الرسائل . وبالفعل تمت الموافقة علي دراسة مضمون 70 رسالة . منها رسالة من فلاح فقير يطلب فيها 200 جنيه ثمن جاموسة بدلا من جاموسته الوحيدة التي نفقت . وعندما علم الرئيس عبد الناصر بالرسالة طلب من سكرتيره أن يعطيه 100 جنيه مساعدة من الرئيس عبد الناصر نفسه ، وبعد شهر وجد الدكتور سيد رسالة من نفس الفلاح يطلب فيها من الإمام الذي يطلب منه أن يرسل باقي المبلغ مع شخص آخر غير عبد الناصر الذي أستولي علي نصف المبلغ . ( مكاوي سعيد :- المقال السابق ذكره ، الحلقة الثالثة ، موقع المصري اليوم ، 27 نوفمبر 2017 ) .
ولقد لفت نظر الدكتور سيد عويس ظاهرة الكتابة علي هياكل المركبات العامة ، ففكر في عمل دراسة بعنوان " هتاف الصامتين " ونشر الدراسة في شكل كتاب عام 1971 ، وكان الهدف من الدراسة التعرف موضوعيا علي بعض الملامح العامة لهذا المجتمع والتعرف علي المشاكل التي بعاني منها ، وذلك من خلال تحليل مضمون العبارات المكتوبة علي هياكل السيارات .
وايضا من الكتب الهامة التي صدرت بعد وفاته ، كتاب " من وحي المجتمع المصري المعاصر " نشر عام 1989 ، وفيه يتناول بعض البحوث من خلال تجارب حية تعكس بعض سمات المجتمع المصري المعاصر والتي تجمع بين الدراسات الميدانية والدراسات الأكاديمية ، وتكشف عمق ثقافة العالم الكبير وإطلاعه علي التراث المصري وأحدث نظريات العلوم الإجتماعية في العالم ، وإلقاء الضوء علي نظرية المصالح في المجتمع المصري والبيئة المصرية من منظور القيم الإنسانية والأساطير الخرافية في التراث والعلم وكذلك التربية من المنظور الإسلامي وكيفية القضاء علي الأمية وتحديد العلاقة بين طه حسين والثورة العقلية .
وحول الأسلوب الأدبي للعالم الكبير ، يذكر الكاتب والمؤرخ الأدبي شعبان يوسف في مقال له نشر في جريدة الشروق بتاريخ 12 أبريل 2013 ، وعنوان المقال " سيد عويس ومائة عام علي الميلاد " حيث يركز علي الجانب الأدبي في كتاباته ، فهو يقتبيس مثلا من الكاتب الكبير توفيق الحكيم من روايته "عودة الروح " . وفي كتابه الرائد " لا للعنف " قام بدراسة شخصية السفاح " محمود سليمان " بطل رواية " اللص والكلاب " لكاتب مصر العالمي " نجيب محفوظ " .
ويذكر الكاتب شعبان يوسف في نفس المقالة أنه أكتشف مجموعة قصصية للعالم الكبير بعنوان " نهاية المهزلة " وهذا ما أكده الدكتور سيد حامد النساج في كتاب " دليل القصة " ذكر أن لسيد عويس مجموعة قصصية بهذا العنوان ، تحمل مقارنات اجتماعية بين مجتمع ما قبل ثورة يولية 1952 وما بعدها ، منتصرا بابلطبع لثورة يوليو 52 . ( شعبان يوسف :- المقال السابق ذكره ، جريدة الشروق ،12 ابريل 2013 ) .
بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1-سيد عويس :- التاريخ الذي أحمله علي ظهري :- مقتطفات من الثلاثة أجزاء .
2-صلاح حسن رشيد :- قاموس الثقافة المصرية في العصر الحديث ( 1798- 2020 ) ، مكتبة الآداب ، 2020 ، صفحة 282 .
3-الدكتور سيد عويس عالم الاجتماع المصري :- موقع العالم الكبيبر علي شبكة الأنترنت .
4-مكاوي سعيد :- التاريخ الذي احمله علي ظهري ( 3 ) :- جريدة المصري اليوم ، 27 نوفمبر 2017 .
5-شعبان يوسف :- سيد عويس ومائة عام من الميلاد ، جريدة الشروق ، 12 أبريل 2013 .