( بقلم / أشرف ونيس ) .
مذ متى وقد توافقت النفس مع نفسها حين النفاق و حين الظهور على غير الحقيقة ؟ منذ متى و قد ارتشفت الروح كأس السلام بين ذاتها وقت ارتدائها ثياب الحملان و قد أخفت ما أخفته من شر النوايا و انحطاط المقصود ؟ إنه صحيح الخداع و تعرج الاعتدال ، انكسار الخطوط و استدارة الاستقامة ، التقدم خلفا و الركض الى الوراء بما تمليه علينا فطرتنا و ضميرنا و انسانيتنا وقت اليقظة و حين صواب الاتجاه . إنه النفاق ب صورته الموحشة الكاسرة الفظة المقيته !!!.

تتأرجح النفس تأرجحا بين سبيل الخير و طريق الشر وقت الاختيار بين الصواب و الخطأ فى تعاملاتها مع الغير ، غير انها تبغى اخيرا الخديعة قولا و فعلا ، تلجأ إلى الحيلة فى ارادتها للوصول الى مأربها و هدفها ، فتموت الحقيقة و تندثر معها المصداقية ، و يبقى الغش متصلبا صلبا متدثرا بفشل الاختيار ، قابعا و محميا و متحصنا بسوء الارادة و إرادة السوء ، فيولد النفاق مترعرعا فى عكر المياه ليصبح فتيا قويا عصيا على أى وسيلة لردعه أيا كانت و كيفما تشكلت و تكونت !

إنها معركة الأزل ، احتراب الوجود ، نزال الدهور ، صراع الأزمان ، الخير بكل ما يحمله من صلاح المقاصد و الشر بكل ما يكنه من فساد كل مشيئة رديئة ، أين الارادة القابعة فى أحضان يقظة الضمائر ؟ بل أين الضمائر الواعية المريدة لكل شيء حسن و جيد و سوى ؟ إنه اختبار الحياة ، امتحان الأزل ، فحص الأحقاب ،  فياليتنا نجيد الإجابة و نترشد طريق البرهان ، نستبصر دليل التخطى لكل أعتاب الباطل ، فنظفر بالنصر دائما ابدا الى أن نلاقى أبدنا ، فنحيا برحابه فى كنف السلام و الصفاء و السكينة و الهدوء .