يستقبل مجموعة من الرؤساء التنفيذيين ومدراء المصارف والشركات الكبيرة
محرر الأقباط متحدون
استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم في الفاتيكان مجموعة من الرؤساء التنفيذيين ومدراء المصارف والشركات الكبيرة ووجه لهم كلمة أكد فيها أن المهام التي يقومون بها ينبغي أن تكون مقررة في حياة الأشخاص، ليس على الصعيد الاقتصادي إنما أيضا على الصعيدين الاجتماعي والسياسي، لافتا إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه المصارف والشركات الكبرى على الصعيد الدولي.
أكد الحبر الأعظم في كلمته أن القوة الاقتصادية تتشابك مع السلطة السياسية، وبالإضافة إلى خيارات الاستهلاك والادخار والإنتاج، تحدد الشركات الكبيرة أيضا مصير الحكومات والسياسات العامة الوطنية والدولية واستدامة التنمية. ولفت البابا في هذا السياق إلى أنه من الأهمية بمكان أن نكون مدركين لهذا الواقع وأن ننظر إليه بشكل نقدي وبفطنة حتى نتمكن من ممارسة المسؤولية الكاملة عن التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للخيارات. وأضاف أنه يود أن يركز بإيجاز على ثلاثة تحديات، ألا وهي الاهتمام بالبيئة، ورعاية الفقراء، ورعاية الشباب.
مضى البابا إلى القول: أولا وقبل كل شيء، أدعوكم إلى وضع البيئة والأرض في مركز اهتمامكم ومسؤوليتكم. نحن في زمن أزمة بيئية خطيرة، تعتمد على العديد من الموضوعات والعديد من العوامل، بما في ذلك الخيارات الاقتصادية وريادة الأعمال في الأمس واليوم. وأضاف أنه لم يعد كافيا اليوم احترام قوانين الدول، التي تسير ببطء شديد: فمن الضروري الابتكار من خلال استشراف المستقبل، بخيارات شجاعة وبعيدة النظر كما يجب أن يكون ابتكار رجل الأعمال اليوم أولا وقبل كل شيء ابتكارا في رعاية بيتنا المشترك.
في سياق حديثه عن الاهتمام بالفقراء قال البابا فرنسيس: لقد أصبح "الاقتصاد الدائري" كلمة رئيسية تدعونا إلى إعادة استخدام النفايات وإعادة تدويرها. ومع ذلك، بينما نقوم بإعادة تدوير المواد والنفايات المادية، لم نتعلم بعد "إعادة التدوير" وليس التخلص من الأشخاص والعمال، وخاصة الأكثر هشاشة، الذين تنطبق عليهم ثقافة الإقصاء في كثير من الأحيان. وحذّر البابا في هذا السياق من الجهود التي تُبذل من أجل إضفاء الشرعية على استبعاد الفقراء، الذين يُحكم عليهم بأنهم غير مستحقين، لدرجة اعتبار الفقر نفسه ذنباً. رأى البابا أن التحدي يكمن في إشراك الفقراء في الشركات، لجعلهم موارد لتحقيق منفعة مشتركة.
أما التحدي الثالث الذي شاء البابا أن يتوقف عنده فيتعلق بالاعتناء بالشبان. وقال الحبر الأعظم في هذا السياق: غالبا ما يكون الشباب من بين فقراء عصرنا: فقراء في الموارد والفرص والمستقبل. وهذا يحصل حيث يوجد شبان كثيرون عددياً، لكن الوسائل غير متوفرة، أو حيث يكونون قليلين – كما هي الحال على سبيل المثال في إيطاليا نظراً لتراجع عدد الولادات – وتكون الوسائل متوفرة. وشدد البابا هنا على أهمية أن ترحب الشركات بالشباب حتى عندما لا يكون لديهم الخبرة والمهارات المطلوبة، لأن كل وظيفة يتم تعلمها فقط من خلال العمل. وقال لضيوفه: أشجعكم على أن تكونوا كرماء، وأن ترحبوا بالشباب في أعمالكم، وأن تمنحوهم فكرة مسبقة عن المستقبل حتى لا تحرموا جيلاً بأكمله من الأمل.
في ختام كلمته إلى الرؤساء التنفيذيين ومدراء المصارف والشركات الكبيرة قال البابا للحاضرين: أصدقائي الأعزاء، لديكم مسؤولية كبيرة وجميلة. ليساعدكم الرب على استخدامها وعلى اتخاذ خيارات شجاعة من أجل مصلحة البيئة والفقراء والشباب. سيكون الاستثمار الأكثر فائدة، بما في ذلك على الصعيد الاقتصادي. أشكركم على ما تقومون به وأبارككم جميعا، وأبارك شركاتهم وآمالكم، وعملكم.