د. أمير فهمى زخارى المنيا
- لا يعرف الكثير من هو صاحب الهتاف الشهير الذي كانت حناجر المصريين تصيح به في مواجهة الاحتلال الإنجليزي «ياعزيز يا عزيز كبة تأخذ الإنجليز»،

- ولا يعلم الكثير ان "طريق جسر السويس" كان إسمه "طريق الفريق عزيز باشا المصرى"...
- ولا يعرف الكثير ما هى "الكبه" التى تاخدالانجليز...

وده اللى ها نعرفه فى مقالنا اليوم...
عزيز هو الفريق عزيز باشا المصرى , أحد أشهر الضباط المصريين ممن واجهوا الاحتلال الإنجليزي، والذي حظي بمسيرة وتاريخ كبير كما أنه الأب الروحي للضباط الأحرار.

ولد عزيز المصري عام 1880 م واسمه الحقيقي (عبد العزيز زكريا على)، وكان فى العشرة من عمره عندما توفى والده، وكانت والدته تحنو علية بشدة ولكنها فارقت الحياة بعد أبيه بخمس سنوات، فكفلته أخته حرم على باشا ذو الفقار محافظ القاهرة.

كان «عزيز المصرى» وقتئذ واحدا من الضباط المرموقين فى الجيش العثمانى، الذى التحق به باعتباره مصريا، وكانت مصر جزءا من الدولة العثمانية، غير أن «عزيز المصرى»ممن عملوا على استقلال الدول العربية ووحدتها، وخاض فى سبيل ذلك معارك وطنية كبيرة، وحاز على ألقاب مثل «أبوالثوار» و«أبو الضباط الأحرار» و«أحد رواد القومية العربية».

الضباط الأحرار شاركوا في الهجوم على قاعدة قناة السويس، وهذا كان جزء من التمهيد لثورة 23 يوليو وبعدها خرج الشعب للشارع للمظاهرات واتجهوا إلي منزل عزيز المصري وهتفوا الهتاف الشهير " ياعزيز ياعزيز كبة تاخد الإنجليز ".

قدم الفريق عزيز باشا المصرى الكثير لمعظم الأقطار العربية فى كفاحها الطويل للحصول على الاستقلال من الدول الغربية المحتلة فى مطلع القرن العشرين وخاصة بريطانيا وإيطاليا وفرنسا، بل إنه ساند الثورة العربية لحين من الوقت فى مواجهة الاحتلال العثمانى.

الفريق عزيز المصرى كان قريبًا من الزعيم جمال عبدالناصر ومن أنور السادات، بل إنهما ومعهما عدد من مجلس قيادة الثورة- قبيل 23 يوليو- عرضوا عليه أن يكون زعيمًا لهم، وعندما رفض الرجل لظروف سنه كان قد تجاوز السبعين ، لم يتوقف عن دعمهم بل إنه ساهم فى اختيار محمد نجيب لقيادة الثورة، وتم تكريمه فيما بعد باختياره ليكون أول سفير للثورة فى الاتحاد السوفيتى وذلك حتى 1954،

وصل التجاهل للرجل لغياب اسمه من الشوارع والميادين والمدارس، بحثت طويلاً فلم أجد سوى مدرستين فقط إحداهما وحيدة فى شارع الهرم بمحافظة الجيزة تحمل اسم «عزيز المصرى»، فى الخمسينيات من القرن الماضى تغير اسم طريق سكة حديد السويس إلى طريق الفريق عزيز باشا المصرى، وبعد فترة طويلة عاد إلى الاسم القديم «جسر السويس» ليكتب فى الأسفل «عزيز المصرى سابقًا» وبمرور الوقت أُزيل اسم الرجل تمامًا، هل تم التجاهل، لأن الرجل كان صريحًا ومباشراً ولم يسكت على خطأ؟

مات عزيز المصرى عام 1965، وكان على رأس مشيعيه الرئيس جمال عبدالناصر، ولم لا وهو الأب الروحى لثوار يوليو، وناصحهم كضباط أحرار، ورفض أن يكون أول رئيس لمصر.

نيجى بقه لمعنى «الكُبّة»
تُعرف «الكُبّة» بأنها وصف للشىء أو الإنسان الكئيب، ويرتبط التلفظ بها بإشارة بقبضة اليد نصف المفتوحة فى اتجاه الشخص المذموم،
جدير بالذكر، أن "الكُبة" كان يُقصد بها عند العرب مرض يأتى فى رقبة الإنسان وكان منتشر فى المناطق الحارة ويعطى لرقبة الإنسان شكل غريب أو مخيف أحيانا.

ولكن فى مصر ومنذ حوالى القرن الثامن عشر بدأ المصريون فى استخدام هذه الكلمة "كُبة" للتعبير عن مرض الطاعون وظل هذا الاستخدام شائعًا حتى وقت الإحتلال الإنجليزى، وبهذا نستشف أن المصريين كانوا يقصدون بتلك الجملة تمنى إصابة الإنجليز ببلاء الطاعون الذى سيخلصهم منهم.
والى اللقاء فى مقال جديد باذن الله وهو "هتافات الشعب المصرى فى المناسبات المختلفه ... تحياتى.
د. أمير فهمى زخارى المنيا
------------------------------------------------------------------------------------
المصادر:
- الكاتب صبرى أبوالمجد فى كتابه «عزيز على المصرى وصحبه..بناة الوحدة العربية الإسلامية».
- الكاتب  محمد السيد صالح، فى كتابه «عزيز المصرى أبوالثوار» الذى تنشره وتوزعه دار «بتانة».
- جمال شقرة أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس, خلال مداخلة هاتفية في برنامج 90 دقيقة المذاع علي قناه المحور.