مراد وهبة
ذات يوم قال لى الصديق العزيز الراحل لطفى الخولى: إن مندوب مصر لدى الأمم المتحدة شاب دبلوماسى له مستقبل عظيم فى عالم الدبلوماسية اسمه: عمرو موسى. وبمرور الأيام والسنين عُين هذا الدبلوماسى الشاب وزيرًا للخارجية ثم انتُخب أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية. وفى هذه الأثناء تم لقاء بينه وبين جماعة حركة السلام الآن الإسرائيلية وحركة السلام المصرية فى 14/7/1977. وأنا هنا أقتطف من مذكراتى ما دونته من عبارات قالها فى ذلك الاجتماع، وهى على النحو الآتى:

إسرائيل جزء من المنطقة فيلزم وجود اتصال بشرى.

■ من الصعب إقناع الرأى العام الإسرائيلى بضرورة الانسحاب من الجولان.

■ المشكلة مع لبنان أن ليس لها علاقة بالحدود إنما لها علاقة بالأمن.

■ حزب الليكود يستمتع بإغاظة الفلسطينيين وذلك بمحاصرة القدس.

■ يلزم أن نتعلم كيف نعيش معًا، قلت هذه العبارة لرابين على حدة وقلتها لبيريز أمام حشد.

■ المشكلة تكمن فى إيجاد تبادل التوازن بين رابين وبيريز وعرفات.

■ حزب الليكود يرفض قبول صفقة الأرض فى مقابل السلام.

■ إذا تساءلت بعد ذلك: ما الحل؟ فلست أدرى. ولكننا عندئذ سنواجه مشكلة دولية وإقليمية.

■ معًا يمكن أن نغير.

واللافت للانتباه فى حديث رفيع المقام معالى وزير الخارجية عمرو موسى، أن الفكرة المحورية التى تدور فى ذهنه وليس لها من بديل هى «العيش معًا والتغيير معًا». إلا أن هذه الفكرة لن تكون لها فاعلية إلا إذا تغير قاموس المصطلحات المتداول الآن واصطنعنا مصطلحات جديدة يلزم تداولها فى مجال التعليم قبل أى مجال آخر؛ لأنه المجال المختص بتغيير الذهنية ولا مجال آخر سواه. وفى ذلك الزمان كان التعليم فى مصر محكوما بالإخوان المسلمين منذ حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وذلك بسبب اعتقاده أن التدين أمر لازم ومطلوب وأن الإخوان المسلمين يمكن أن يكونوا مسؤولين عن إفراز هذا التدين، إلا أنه اكتشف أن هذا الإفراز من قبيل الوهم لأن الاغتيال هو القانون الذى يحكم الإخوان. ومن هنا فطن إلى ضرورة استدعائى مستشارًا سريًا برئاسة الجمهورية لشؤون التعليم، وكان لى مكتب خاص ولكن ليس من حق أحد أن يلتقينى فيه غير شخص واحد وهو حامل الأوراق المطلوب الاطلاع عليها وإبداء الرأى وبعدها يتم الانصراف. وعندما غادر الرئيس عبد الناصر هذه الدنيا غادرت معه مبنى رئاسة الجمهورية. ومع تولى الرئيس السادات الحكم فصلنى من الجامعة بدعوى أننى أخطر أستاذ فى الجامعة على النظام. وكنت أنا الأستاذ الوحيد من بين أساتذة جميع كليات التربية المفصول من الجامعة. والمغزى هنا أن ذلك الحدث قد تم بحكم تحكم الإخوان فى هذه الكليات بأساليب سرية ومحكمة فى سريتها. وبالرغم من عودتى إلى الجامعة بقرار جمهورى إلا أن محاولات فصلى من الجامعة ظلت متواصلة إلى أن توقفت فى العام الماضى بعزل رئيس القسم من منصبه بعد عام من تعيينه.
نقلا عن المصرى اليوم