ياسر أيوب

لم يكن فلورنتينو بيريز، رئيس نادى ريال مدريد، أول من يقول لا.. ولن يبقى الفرنسى كيليان مبابى آخر نجم كروى تعجز دولته عن الاستعانة به فى دورة أولمبية.. وستبقى الدول تطلب نجومها وتبقى أنديتهم تقول لا طالما ظلت دائرة تلك الحرب غير المعلنة بين الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية.. وظلت الاتحادات الكروية فى العالم لا تريد فتح هذا الملف الشائك، سواء كانت اتحادات قارية أو محلية وقوية أو قليلة الحيلة.. ففرنسا بكل ثقلها الرياضى والكروى استسلمت مثل كل من سبقوها واضطرت لإبلاغ تيرى هنرى، المدير الفنى لمنتخبها الأولمبى، بصرف النظر عن مبابى بعدما رفض ريال مدريد السماح له باللعب مع بلاده فى دورة باريس الأولمبية المقبلة.

 

 

ولم يتجاوز بيريز، رئيس الريال، حدوده لكنه فقط استند إلى ذلك الاتفاق القديم بين الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية الذى منح الأندية فقط حق رفض الاستغناء عن لاعبيها حتى من أجل مهمة وطنية أولمبية.. ومهما تغيرت وجوه وأسماء من يديرون الفيفا أو اللجنة الأولمبية الدولية.. يبقى هذا الاتفاق مقدسا، لا يجرؤ أحد داخل الكهنوت الكروى الأولمبى على الخروج عليه وتعديله أو مراجعته.. فالفيفا منذ بدأ المونديال 1930 لم يكن يريد بطولة كروية أخرى تنافس المونديال..

 

وكانت اللجنة الأولمبية بدورها لا تريد أن تسرق كرة القدم الاهتمام والأضواء من باقى ألعاب الدورات الأولمبية فقررت منع لاعبى الكرة المحترفين من المشاركة.. وهكذا كانت صفقة رابحة للطرفين.. فالكرة الأولمبية بدون المحترفين لن تنافس المونديال ولن تؤثر على باقى الألعاب.. وقبل دورة لوس أنجلوس 1984 تراجعت اللجنة الأولمبية الدولية وقررت السماح بمشاركة المحترفين لتستفيد دوراتها الأولمبية من كرة القدم التى باتت شعبيتها طاغية لا تقوى على منافستها باقى الألعاب الأولمبية.. ولم يقبل الفيفا بذلك فكان قراره رفض المشاركة الأولمبية للاعبى الكرة المحترفين.. وبدأ الصراع غير المعلن حتى توصلت الهيئتان فى 1992 لذلك الاتفاق السرى المقدس بمنع كل لاعبى الكرة الذين تزيد أعمارهم على 23 عاما سواء هواة أو محترفين من المشاركة.. وباتت كرة القدم الأولمبية محدودة بالسن عكس ألعاب أولمبية أخرى لا تعرف مثل هذا الشرط.. وبعد أربع سنوات تم السماح بالاستعانة بثلاثة لاعبين كبار فقط فى كل منتخب..

 

ووافق الفيفا على ذلك لكنه قرر أيضا أن الدورات الأولمبية ليست ضمن المواعيد الرسمية للفيفا التى يتوقف خلالها النشاط المحلى ويصبح للمنتخبات حق الاستعانة بمن تشاء من لاعبى بلدها.. وبالتالى لم يعد من حق أى منتخب فى العالم الاستعانة بأى لاعب إن لم يوافق ناديه.. وهكذا لن يلعب نجم فرنسا فى دورة أولمبية تستضيفها فرنسا.

نقلا عن المصرى اليوم