الاب جون جبرائيل
مشكلة الدين (أتباع الأديان) في الشرق الأوسط إنه مش بسهولة بيفرق بين الدين أو الطايفة وبين بعض الشخصيات من الرموز الدينية، وبشكل خاص أصحاب الكاريزما، واللي حصلو علي رتب دينية سواء أسقفية أو بطريركية. لحسن الحظ الغرب تخطى ده بشكل كبير. يعني بسهولة بضغطة زر، تقدر تكتشف فساد أهم أصحاب المناصب الدينية من كتب بتنشرها كنائسهم وبتقارير منها. أما في في الشرق الأوسط فللأسف، بيتم اعتبار الشخصية الدينية انها وجه لنفس العملة، يعني لازم أدافع عن الشخصية دي باعتبار أنها هي محتوى إيمان كنيستي. الدفاع عن القائد الديني، دفاع عن الدين فيتحول الدين هو القائد، والقائد هو الدين. الموضوع طبعا مرتبط بالوضع السياسي في الدول اللي ينقصها تقليد ديمقراطي، القائد هو الوطن والوطن هو القائد. من ينتقد القائد هو خائن للوطن.
الوصول للسلطة الدينية في الدول المتخلفة ليس علامة علي الوعي اللاهوتي والديني القائد الديني أو المسؤول، بل بالعكس قد يكون ذلك هو الأتفه والأقل تعليمًا في العلوم الدينية.
الأمثلة التاريخية كثيرة: إذا بحثت عن سيرة حياة عدد لا بأس به من القادة المعلّمين في اللاهوت واللي شغلو مناصب حساسة وخطيرة في الحكم علي استقامة إيمان بعض الأشخاص أو التعليم الرسمي ستجد انهم مدرسوش لاهوت أصلا، وبعض منهم درس في كليات لا تعترف بها أي دولة.