كتب - محرر الاقباط متحدون
قال الكاتب مؤمن سلام :" تصادف رحيل سارة حجازي مع ذكرى وفاة مرسي العياط، وهو ربما ما جعل الإخوانجية ومن يحملون فكرهم في حالة غضب على حملة التعاطف مع الجميلة سارة فقد صرفت الإنتباه عن ذكري دُمية الإخوان، كما أن الحزن الشديد على سارة الإنسانة ربما صدمهم وتسائلوا ما كل هذا التعاطف مع فتاة مثلية شيوعية، فهم مازالوا يصدقون أنهم من يملك الشارع المصري، وسارة تُمثل كل ما هو مضاد للإسلاميين.
مضيفا عبر صفحته على فيسبوك :" فلماذا أحزن على سارة ولا أحزن على العياط؟، نعم انا لم أحزن على مرسي العياط وحزنت بشدة على سارة، ببساطة لأن العياط يمثل بالنسب لي كل ما هو شر، فهو يمثل الحكم الديني الذي تجلى وبان في المادة 219 من الدستور الذي وضعه الإخوان والسلفيين في عصره، وهوأيضاً يمثل كراهية الأخر ورفض كل من يخالفه عقائدياً وأيديولوجياً بل وتنظيمياً. كذلك يُمثل العياط التعصب والتطرف والعنف الذي لا يتوانى عن قتل الإنسان بكل سعادة وفخر معتقداً أنه يُنفذ أمر الله، وهو نموذج للإنسان المنافق الذي يُظهر عكس ما يُبطن فقط ينتظر اللحظة المناسبة ليخلع اقنعته وينفُث سمه القاتل. هكذا ببساطة أرى مرسي العياط وجماعته وكل من يحمل فكرهم.
لكن هل هذا يعني أني فرحت بموته؟
لا أبداً، ليس لأني شخص مثالي أو إنساني بشكل مطلق، أبداً، فأنا شخص برجماتي، أنا لم ولن أفرح بموت أى إسلامي لسببين بسيطين، أولاً، لأن الموت ليس عقوبة فهو الحدث الوحيد الذي يحدث لكل كائن حى فهو ليس عقوبة ولا مكافئة. ثانياً، أن موت الشخص لا يعني موت فكره، فطالما الفكر باقي فلا قيمة لموت الشخص، بل في بعض الأحيان قد يكون موت الشخص سبب في انتشار أفكاره كما حدث مع حسن البنا وسد قطب.
أما سارة حجازي، فبالرغم أني لم ألتقيها إلا مرة واحدة، فهى تُمثل لي كل ما هو خير وكل ما هو إنساني، فهى كل ما أؤمن به يمشي على الأرض، باستثناء شيوعيتها، وحتى هذه كانت تتقبل نقدي لها بكل صدر رحب، بل حتى عندما كنت أمازحها بأنها لولا شيوعيتها لكانت إنسانة كاملة، كانت تضحك ولا تغضب، وهو ما كان يجعلني في بعض الأحيان لا أعلق على كتابتها الشيوعية، لأني كنت أشعر أني سأكون قاسي، وهى من الرقة التي تجعلك تخاف أن تقسو عليها وتتسبب لها بأى جرح، لهذا ستجد اصدقاء سارة من كل الأيديولوجيات والأفكار باستثناء الإسلاميين، فهى على عكس الكثير من اليساريين كانت ترفض أى تحالف أو تعاون مع الإسلام السياسي وكثيراً ما اعلنت عن ذلك بل ونقدت أصدقاءها الشيوعيين بسبب علاقتهم الحميمة بالإسلام السياسي، فحتى في شيوعيتها كانت الشيوعية التي أحب أن أرى كل الشيوعيين مثلها.
واختتم :" لهذا أنا حزين على فراق سارة، فراق إنسانة بكل ما تحمل كلمة الإنسانية من معنى. ولا أحزن على موت مرسي العياط لأنه يُمثل كل ما هو مُعادي للإنسانية، وداعاً سارة الجميلة.