كتب - محرر الاقباط متحدون
وجه المتروبوليت نقولا انطونيو مطران إرموبوليس (طنطا) وتوابعها للروم الارثوذكس والمفوض البطريركي للشؤون العربية، رسالة بعنوان "العلم والتواضع"، وجاء بنصها :
كتب الدكتور/ جوزيف زيتون على صفحته الفيسبوك ما يلي:الشهادة ورقة تُثبت أنك متعلم، ولكنها أبداً لا تثبتُ أنك تفهم!! لستُ أُقلل من قيمة الشهادات، معاذ الله، ولكني ضدَّ أن يكون الناس عُبَّاداً للألقاب، والبريستيج الفارغ، والتعالي الثقافي، لأني على يقين أن العِلم الذي لا يزيدُ صاحبه تواضعاً هو جهل مقنع!.
تعقيبًا عل هذا القول لزيتون:
بداية أستعير قوله: "لستُ أُقلل من قيمة الشهادات، معاذ الله". ما ذكره زيتون لا ينطبق على حاملي الشهادات العلمية الدنيوية (بكالوريوس، ماجستير، دكتوراة). بل بالأكثر على حاملي الشهادات اللاهوتية من كهنة وأساقفة.
هؤلاء الأخيرون (كهنة وأساقفة) عليهم ألا ينتفخوا بشهاداتهم، أي بعلمهم، كما يقول بولس الرسول: "العلم ينفخ، ولكن المحبة تبني" (1 كو 1:8)، بل يتواضعوا لأنهم بتواضعهم هم صورة لربهم يسوع المسيح في تواضعه الذي قال: "تعلموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب" (مت 29:11).
إن شهادات هؤلاء لن تكون سوى ورقة محفوظة في برواز معلقة على الحائط إن لم ينقلوا ما تعلموه بعظات لهم في الكنيسة للمؤمنين لنشر بشارة الرب يسوع المسيح المفرحة ومحبته وأنه يقبل الجميع وليس بتوبيخهم وأنهم خطأة. وليس بجعل أنفسهم مثال على المؤمنين أن يحتزوا به، فهم بهذا يضعون أنفسهم في مكانة يسوع المسيح ناسين أنهم خطأة مثلهم مثل الذين يعظونهم، كما يقول بولس الرسول: "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رو 23:3).
كما أن شهادتهم، علمهم، لا تعني أنهم بخدماتهم الكنائسية للمؤمنين (مناولة المرضى، الصلاة على الموتي، خدمة المعمودية، خدمة الزواج .. وغيرها) قد عملوا ما تُوجب عليهم خدمتهم. بل عليهم - بالإضافة إلى العظة الشفهية في الكنيسة - كتابة مقالات روحية وتعليمية ونشرها، جامعين بذلك العمل والتعليم، ليتحقق فيهم قول يسوع المسيح: "مَن عمل وعَلّم، فهذا يدعى عظيمًا في ملكوت السماوات" (مت 19:5).