حمدى رزق
ولا ينبئك مثل خبير، ولست خبيرا بالبورصات، ولا علاقة ألبتة بالأسهم، ولا أعرف طريق البورصة، متابع عن بعد، ولا أفتى، والشيخ «أحمد الشيخ» يترأس مجلس إدارة البورصة المصرية.
معلوم، «مؤشر البورصة» هو مؤشر قياس أسعار الأسهم فى السوق بشكل عام على أساس يومى، بمثابة مقياس الحرارة، يحسب الارتفاع والانخفاض على أساس تغير مستوى المؤشر بالنقطة، حيث يُحتسب مستوى مبدئى للمؤشر يتم معرفة التغير بالنسبة له.
الشيخ (رئيس البورصة) قبل عيد الأضحى مباشرة، زف إلينا خبرا ذا دلالة، البورصة المصرية أطلقت «مؤشر الشريعة» EGX33 Shariah، ويضم (33 شركة) تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وجرى اختيار هذه الشركات من خلال مجموعة من الضوابط الشرعية التى أقرتها (لجنة الرقابة الشرعية بالبورصة).
يسمونه الحصان الرابح، المؤشر المبروك، زد وبارك، حقق مؤشر الشريعة صعودًا بنسبة 0.54% فى أول جلسة تداول (الأربعاء) قبل العيد، ليغلق عند مستوى 2554.88 نقطة، مرتفعًا بنسبة 13.1% منذ بداية العام، ليصبح أعلى أداء مقارنة بكل مؤشرات البورصة إياها.
إذا عُرف السبب، أوضح «الشيخ» سبب إطلاق «مؤشر الشريعة»؛ حتى تتماشى «بورصة مصر» مع غيرها من أسواق المال العربية والعالمية التى لديها هذا المؤشر، وكذلك استجابةً لطلب العديد من المؤسسات الراغبة فى الاستثمار فى شركات تتوافق أنشطتها مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية.
نسمع فى البورصات العالمية عن حزمة مؤشرات متنوعة، لكن أول مرة نسمع عن «مؤشر الشريعة»، البورصة المصرية تنعطف يمينا، تتلون بالأخضر، تطلق لحيتها، تؤسس للمرحلة الشرعية فى التعاملات البورصجية.
مرحلة متأخرة من مراحل أسلمة الاقتصاد المصرى، سبقتها المصارف الإسلامية، وشبابيك المعاملات الشرعية فى المصارف العامة، وكله ع الشرع، على أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية.
يقال إن «مؤشر الشريعة» عكس كل المؤشرات (مبروك) ورابح، مؤشر طاهر ومتوضى، على وضوئه، ويصدر خمس مرات فى اليوم والليلة، مع كل أذان يصدر عنه تقرير، عادة لونه أخضر، واللون الأخضر فى ألوان المؤشرات يترجم بركة، والبركة تترجم أرباحا، ربنا يزيد ويبارك.
مراجعة أسماء أهم الشركات التى يضمها المؤشر، شركات عادية، ومساهمين عاديين، وأنشطتها عادية بل وبعضها سياحية وفندقية، ولم يظهر عليها قبلا أعراض المعاملات الإسلامية، من ذا الذى خلع عليها الضوابط الشرعية، وما هى هذه الضوابط الشرعية؟!.
الشيخ أحمد يجيب على التساؤلات الحائرة، «جرى اختيار هذه الشركات من خلال مجموعة من الضوابط الشرعية التى أقرتها لجنة الرقابة الشرعية بالبورصة»!!.
جهل منى، أول مرة أسمع عن (لجنة الرقابة الشرعية)، ليت «الشيخ أحمد» يعلن أسماء مشايخ تلك اللجنة، يقول تضم علماء الشريعة الإسلامية والاقتصاد الإسلامى وفقه المعاملات المالية.
البورصة المصرية ترتدى العمامة، ويقف على مؤشرها علماء الشريعة، يقيسون نسب المكون الشرعى فى أنشطة الشركات، مؤشر الشريعة يقيس الأنشطة الحلال، فإذا استوفت الشركة مكونها الشرعى (الحلال) ضُمت إلى مؤشر البركة.
ما علاقة البورصة المصرية بمؤشرات فى بورصات فى اقتصاديات بلدان (نادرة) لها خصوصية فى نظامها الاقتصادى؟!..
وماذا يضيف هذا المؤشر الشرعى إلى مؤشرات البورصة المصرية، وهل مسموح لبقية الشركات على غير الضوابط الشرعية الانتساب إلى هذا المؤشر؟!..
وهل يترجم هذا أن بقية المؤشرات ليست على الشريعة والعياذ بالله؟!، وفى الأخير ما هى رسالة إطلاق المؤشر فى هذا التوقيت، إن المؤشرات تشابهت علينا؟!.
نقلا عن المصرى اليوم