ياسر أيوب
التفت واهتم كثيرون جدًّا بالحوار التليفزيونى القصير، الذى أجراه بيتر شمايكل مع «كاسبر»، قائد وحارس مرمى منتخب الدنمارك.. الحوار كان لشبكة فوكس الأمريكية، بعد تعادل الدنمارك وإنجلترا، الخميس الماضى، فى بطولة أمم أوروبا الحالية.. وسر الاهتمام كان أنه ليس من المعتاد أن يتحول حارس مرمى وقائد لمنتخب بلاده بعد الاعتزال إلى مراسل تليفزيونى يُجرى حوارًا مع ابنه، الذى أصبح أيضًا تمامًا مثل أبيه قائدًا وحارسًا لمرمى منتخب بلاده.
لكننى أظن أن بيتر شمايكل كان فى هذه البطولة صاحب حكايتين غير حواره التليفزيونى مع ابنه «كاسبر».. وقبل كل ذلك، لابد من التوقف أولًا أمام بيتر شمايكل نفسه، الذى تم اختياره كأحد أفضل عشرة حراس للمرمى فى القرن العشرين.. لعب فى إنجلترا ثمانى سنوات لمانشستر يونايتد، وفاز معه بخمس عشرة بطولة، منها خمسة مواسم بطلًا للدورى الإنجليزى، وكان قائدًا للفريق حين فاز بدورى أبطال أوروبا فى 1999.
ولعب لمنتخب الدنمارك أربع سنوات، حيث كان تألقه وإجادته وموهبته أحد أهم أسباب فوز الدنمارك المفاجئ ببطولة أمم أوروبا 1992.. وعمل «بيتر» بعد اعتزاله فى المجال التليفزيونى محللًا كرويًّا لشبكة بى بى سى البريطانية وقناة تى فى 3 الدنماركية وقناة سى بى سى الأمريكية.. وأصبح مؤخرًا مراسلًا لشبكة فوكس، حيث أجرى الحوار مع ابنه «كاسبر»، الذى يلعب حاليًا لنادى أندرلخت البلجيكى إلى جانب منتخب الدنمارك، الذى يلعب له «كاسبر» منذ 11 سنة.
وأنجب بيتر شمايكل وزوجته «بينتى» ابنته «سيسيل» وابنه «كاسبر» قبل انفصال الزوجين ليتزوج «بيتر» مرة أخرى من لورا ليندهولم.. ورغم الانفصال بقيت طيبة وهادئة علاقة «بيتر» بابنته وابنه.. وكان ذلك واضحًا أثناء الحوار التليفزيونى بينهما، والذى قام «كاسبر» فى نهايته بإهداء قميصه للأب.. وقبل الحوار والمباراة، حرص «بيتر» على النزول إلى الملعب، وعانق ابنه متمنيًا له التوفيق، حيث اعتاد «بيتر» القيام بذلك قبل مباريات المنتخب الدنماركى.
وبعيدًا عن علاقة «بيتر» و«كاسبر» كأب وابن، كانت حكايتان لـ«بيتر» تستحقان التوقف، رغم عدم اهتمام كثيرين بهما.. الحكاية الأولى كانت نصيحة أصدقاء وإعلاميين له باستخدام سماعة أذن صغيرة حتى لا تظهر أمام الناس والكاميرات.. ورفض «بيتر» النصيحة، معترفًا بأنه بعد تجاوز الستين عامًا أصبح لا يسمع جيدًا ولا يرى، وذلك أمر لا يدعو إلى الخجل حتى يجب إخفاؤه.
والحكاية الثانية كانت حين سألته الصحفية ليزا سالمون بسذاجة عن المنتخب الذى سيشجعه فى البطولة، فقال: طبعًا بلدى الدنمارك.. وعادت تسأله عن إنجلترا، التى شهدت أهم وأكبر نجاحاته، وهل هى المنتخب الثانى الذى سيشجعه.. فابتسم «بيتر» قائلًا: حين يلعب بلدى فى أى بطولة فليس هناك منتخب ثانٍ.
نقلا عن المصرى اليوم