ياسر أيوب
قبل 34 يومًا من اجتماع مجلس الفيفا، الذى من المفترض أن ينعقد فى زيوريخ 25 يوليو المقبل.. والذى من المفترض أن يقوم فيه 37 من أعضاء هذا المجلس بالتصويت على طلب فلسطين معاقبة إسرائيل، بعد كل ما قامت به فى غزة.. قدمت كرة القدم الفلسطينية شهيدًا جديدًا هو أحمد أبوالعطا، لاعب النادى الأهلى الفلسطينى فى غزة، ليصبح هو لاعب كرة القدم رقم 90، الذين قتلتهم غارات إسرائيل على غزة منذ أكتوبر الماضى، ففى يوم الجمعة الماضى، وأثناء غارة إسرائيلية جديدة على منطقة كنيسة دير اللاتين فى غزة.. أسفر القصف الجوى عن تدمير منزل أحمد أبوالعطا ليموت تحت أنقاضه هو وزوجته وأولاده أيضًا.. وبالتأكيد يسهل إرجاع عدم التفات كثيرين واهتمامهم بما جرى لنجم الأهلى الفلسطينى سواء لاعتياد الموت هناك والدماء والجروح التى تسبقه ثم الدموع والأحزان التى تلحقه.
أو انشغال أهل الكرة فى العالم كله ببطولة أمم أوروبا بمبارياتها ومفاجآتها وأيضًا بطولة كوبا أمريكا المقامة فى الولايات المتحدة.. إلى جانب قضايا محلية مثل أزمة مباراة الأهلى والزمالك فى مصر واستعدادات منتخبات قارتى إفريقيا وآسيا للمشاركة فى دورة باريس الأوليمبية.. وحكايات أخرى كثيرة لم تسمح لهؤلاء الكثيرين حتى بإبداء أقل قدر من لياقة الحزن والوجع على لاعب كرة مات فى بيته مع زوجته وأولاده.. ولست أخشى إلا أن يكون القادة الكرويون الفلسطينيون هم أيضًا مشغولين ببطولتى أوروبا وأمريكا اللاتينية وفرحة تأهل فلسطين لنهائيات بطولة كأس آسيا المقبلة.. فلا تتم إضافة ورقة جديدة بعنوان أحمد أبوالعطا إلى ملف الطلب الفلسطينى، الذى لابد من إرساله إلى كل أعضاء مجلس الفيفا قبل اجتماعهم فى زيوريخ.. وإن كنت لست واثقًا تمامًا من أن يشهد ذلك الاجتماع المقبل أى إشارة للطلب الفلسطينى ومناقشته والتصويت عليه.. فالاجتماع سينعقد قبل أربع وعشرين ساعة فقط من افتتاح دورة باريس الأوليمبية.. وقد يرى مسؤولو الفيفا وأعضاء مجلسه، ومنهم نائب رئيس وأربعة أعضاء عرب، أنه ليس من المناسب فتح ملف يفيض بالجروح والدماء وطعم الحزن ورائحة الموت، بينما العالم يستعد للاستمتاع بافتتاح وبدء دورة أوليمبية جديدة.. ورغم هذا الاحتمال القائم.
لابد أن يستعد الفلسطينيون بشهادات وحكايات قديمة وجديدة لابد أن تُضاف إلى ملفهم، منها القصف الذى راح ضحيته أحمد أبوالعطا، وقبله فى مارس الماضى لاعب الكرة أيضًا محمد بركات، الذى مات أيضًا فى بيته، فى أول أيام شهر رمضان.. ولابد أيضًا من إضافة الحملة الدولية، التى أطلقها لاعب الكرة الأسترالى كريج فوستر، والتى حملت عنوان «عين على رفح»، وإضافة وقائع وحكايات أخرى كثيرة شهدتها ملاعب الكرة فى مختلف بلدان العالم.
نقلا عن المصرى اليوم