تواجه دول الشرق الأوسط وأوروبا والصين موجات حر غير مسبوقة بسبب التغيرات المناخية، ما دفع الكثير من الحكومات لقطع الكهرباء وتخفيف أحمال الطاقة لمواجهة هذه الموجات التي تضرب بشبكات الكهرباء بسبب الاستخدام المكثف لها في درجات الحرارة المرتفعة.

 
وكانت منطقة الشرق الأوسط الأشد تأثرًا بهذه الموجة الحارة ما دفع العديد من بلدان المنطقة لقطع التيار الكهربائي لمواجهة الأحمال الزائدة في ذروة الموجة الحارة وكانت البداية في الكويت التي تجاوزت درجة الحرارة فيها 52 درجة مئوية في الظل.
 
موجات الحر تجبر أوروبا على قطع التيار الكهربائي
وبحسب شبكة "يورو نيوز" الأوروبية، فقد تعرضت منطقة جنوب شرق أوروبا لموجة حارة موسمية مبكرة ترافقت مع انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع.
 
وتابعت أن معظم أنحاء دول منطقة البلقان شهدت انقطاع واسع للتيار الكهربائي استمر لعدة ساعات، مع تعرض جنوب أوروبا لموجة حارة غير طبيعية تسببت في ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من 40 درجة مئوية.
 
قالت سلطات الجبل الأسود إن انقطاع التيار الكهربائي الذي استمر لعدة ساعات في نظام توزيع الطاقة في البلاد ترك البلاد بأكملها تقريبًا بدون كهرباء، وتم الإبلاغ عن مشاكل مماثلة في البوسنة والهرسك وألبانيا والجزء الساحلي من كرواتيا.
 
ووصفت ندى بافيتسيفيتش، المتحدثة باسم شركة توزيع الطاقة الحكومية في الجبل الأسود، الانقطاع بأنه "اضطراب ذو أبعاد إقليمية"، وقالت إن السلطات لا تزال تعمل على تحديد ما حدث.
 
وأشارت الشبكة الأوروبية، أن شبكات الكهرباء الإقليمية شهدت حمولات زائدة بسبب الاستهلاك القياسي للطاقة واستخدام المكيفات لمواجهة موجات الحر.
 
وقالت شركة الكهرباء الحكومية في البوسنة إن انقطاع التيار الكهربائي نتج عن مشاكل في خط توزيع إقليمي، في حين قالت شركة الكهرباء الحكومية في ألبانيا إن الحرارة الشديدة هي سبب المشكلة.
 
txtالجارديان: أوكرانيا تعانى من انقطاع الكهرباء بعد مهاجمة روسيا للبنية التحتية
وتشترك مونتينيجرو وكرواتيا والبوسنة وألبانيا في ساحل البحر الأدرياتيكي، وبعد عقود من حروب البلقان في التسعينيات، لا تزال شبكات الطاقة في المنطقة مترابطة.
 
وقال دانكو بلازيفيتش، رئيس شبكات الشبكة الكهربائية في كرواتيا: "إن نظام الشبكة الكهربائية بأكمله في أوروبا القارية مرتبط ببعضه البعض، وهذا له في بعض الأحيان فوائده ولكن له أيضًا عيوبه".
 
وأضاف: "الميزة هى أنه يمكنك استيراد وتصدير وبيع الطاقة، ولكن العيب هو أنه عندما يكون هناك فشل، فإنه ينتقل بشكل أساسي من نظام إلى آخر".
 
وأكدت الشبكة الأوروبية، أن الانقطاع تسبب في حدوث اختناقات مرورية في العاصمة البوسنية سراييفو، مع توقف عربات الترام وعدم تشغيل إشارات المرور، وتم الإبلاغ عن حالة اختناق مماثلة في مدينة سبليت الساحلية الكرواتية.
 
وفي مدينة دوبروفنيك الساحلية بكرواتيا، تقطعت السبل بآلاف السائحين في فترة ما بعد الظهر، حيث أغلقت المطاعم والحانات ومحلات السوبر ماركت ومحلات الآيس كريم وغيرها أبوابها أثناء انقطاع التيار الكهربائي.
 
الإكوادور تشهد أسوأ موجة من انقطاع التيار الكهربائي
وأكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الكهرباء عادت إلى الإكوادور، بعد انقطاع الكهرباء بشكل واسع على مستوى البلاد، ما ترك البلاد التي يبلغ عدد سكانها حوالي 18 مليون نسمة في الظلام، بما في ذلك نظام مترو الأنفاق في العاصمة.
 
وقال وزير الأشغال العامة روبرتو لوك في منشور عبر منصة X إنه تم استعادة 95٪ من الخدمة بحلول وقت متأخر من بعد ظهر الأربعاء الماضي.
 
وتابع: "ما حدث اليوم هو مجرد دليل آخر على أزمة الطاقة التي نتعامل معها"، مشيرًا إلى المشاكل الأخيرة الناجمة عن عدم كفاية توليد الطاقة والتي أدت إلى انقطاع غير مقرر في الخدمة.
 
وشدد لوكي، الذي يشغل أيضا منصب وزير الطاقة بالوكالة، على أن انقطاع الكهرباء يوم الأربعاء كان بسبب نقص الاستثمار في نقل الكهرباء وهو ما كان من الممكن تجنبه.
 
 وكان لوكي قد ألقى اللوم في وقت سابق من اليوم على فشل خط النقل الذي تسبب في "انقطاع الاتصال المتتالي".
 
وأضافت الصحيفة أن عودة الكهرباء جاءت وسط توقعات بأن يستمر الانقطاع في الكهرباء بسبب الأحمال الزائدة لمواجهة الموجات الحارة.
 
وقالت إميليا سيفالوس، نادلة في مطعم شمال العاصمة كيتو، إن انقطاع التيار الكهربائي كان مفاجئا.
 
وتابعت: "كنا نظن أن الأمر يقتصر على هذا القطاع فقط، ولكن عندما غادرنا أدركنا أنه في حين أن بعض المتاجر كانت بها مولدات كهربائية، فإن الأغلبية لم يكن لديها كهرباء". "لم تكن إشارات المرور تعمل أيضًا."
 
وبينما تعاني الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية من الجفاف الذي يؤثر على توليد الطاقة الكهرومائية، أجبرت الأمطار الغزيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع السلطات على إغلاق ثلاث محطات للطاقة الكهرومائية.
 
الأزمة تصل للصين.. هونج كونج تشهد انقطاع واسع للتيار الكهربائي
وكشفت وكالة "هونج كونج فري برس"، أن الطقس القاسي تسبب في قطع التيار الكهربائي لعدة ساعات خلال الساعات الأولى من صباح أمس الأحد.
 
وقالت شركة الطاقة العملاقة في المدينة إن انقطاع التيار الكهربائي في منطقة سكنية في دايموند هيل كان سببه انخفاض الجهد الكهربائي بسبب الطقس القاسي.
 
أفادت وسائل إعلام محلية أن منطقة فونج تشوين في دايموند هيل، التي تضم أكثر من 600 أسرة، شهدت انقطاعًا للتيار الكهربائي استمر لأكثر من ساعة في وقت مبكر من صباح الأحد، بالإضافة إلى ذلك، أبلغ السكان الذين يعيشون في هو مان تين وتسينج يي أيضًا عن عدم استقرار التيار الكهربائي.
 
وأضافت الوكالة أن هذا الانقطاع ليس الأول، حيث غرقت آلالاف الأسر في الظلام لعدة ساعات في وقت سابق من الشهر الحالي.
 
واعتذر جوزيف لو، المدير الإداري لشركة CLP Power، إحدى شركتي توريد الطاقة الرئيسيتين في المدينة، عن كلا الحادثين في بيان صدر يوم الأحد.
 
وقالت الشركة في بيان منفصل اليوم الأحد إن نظام إمداد الطاقة العلوي الذي يربط بين يوين لونج وشنتشن شهد "انخفاضًا قصيرًا في الجهد" في حوالي الساعة 2.47 صباحًا يوم الأحد، عندما كان التحذير من العواصف الرعدية ساريًا.
 
بينما قال لو إن نظام الطاقة العملاق يواجه تحديات متزايدة في ظل الظروف الجوية القاسية.
 
وتابع: "نعلم جميعًا أن الظروف الجوية القاسية أصبحت متكررة أكثر فأكثر، مع زيادة العواصف الرعدية والأمطار الغزيرة، وارتفاع درجات الحرارة باستمرار، تشكل هذه العوامل تحديًا متزايدًا لنظام الطاقة لدينا"، مضيفًا أن شركة CLP Power ستتبنى تدابير مختلفة لتقليل تأثير الطقس القاسي على أنظمة الطاقة بالمدينة.
 
وأضاف المسؤول التنفيذي أن عدد حوادث انقطاع التيار الكهربائي خلال الأشهر الستة الماضية ظل على حاله تقريبًا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
 
الفوضى تسيطر على مطار مانشستر بعد انقطاع التيار الكهربائي
سلطت صحيفة "الجارديان" الضوء على الفوضى التي شابت مطار مانشستر البريطاني أحد أكثر المطارات البريطانية ازدحامًا بعد انقطاع التيار الكهربائي بشكل مفاجئ خلال الساعات الأولى من صباح أمس الأحد والذي استمر قرابة ساعتين.
 
وقالت الصحيفة إن المطار طلب من جميع الركاب الذين من المقرر أن يسافروا من أكبر محطتين للركاب يوم الأحد عدم القدوم إلى المطار، وحذر الركاب على الرحلات الجوية القليلة التي تمكنت من المغادرة من أنهم قد لا يحملون أمتعتهم معهم.
 
وأضافت أنه تم إلغاء أكثر من 60 رحلة مغادرة، أي حوالي ربع جميع الرحلات الجوية التي أقلعت من المطار يوم الأحد، إلى جانب 50 رحلة داخلية.
 
وقالت في بيان: "تأثر مطار مانشستر بانقطاع كبير للتيار الكهربائي في الساعات الأولى من هذا الصباح". 
 
وأضاف: "تمت استعادة التيار الكهربائي لكن الانقطاع أثر على أنظمة مهمة، بما في ذلك معالجة بطاقات الصعود إلى الطائرة وفحص الأمتعة، مما تسبب في تأخيرات كبيرة".
 
وفي المطار بعد ظهر يوم الأحد، شوهدت مئات الحقائب مكدسة أمام مكاتب تسجيل الوصول حيث ظل نظام الأمتعة غير صالح للعمل، بينما اصطف العديد من الركاب لساعات على أمل ركوب الرحلات التي لا تزال مجدولة على لوحات المغادرة.
 
بينما أكدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن ما يصل إلى 90 ألف مسافر تأثر بما حدث، حيث تم إلغاء الرحلات الجوية وتحويل رحلات الوصول المقررة.
 
وقال المطار في تحديث إن تسجيل الوصول والمغادرة في المبنى رقم 1 و2 قد تم استئنافه بالكامل.
 
وقال المسؤولون إنه من غير المتوقع حدوث المزيد من الاضطراب يوم الاثنين، وأنهم يعملون على إعادة جدولة الرحلات الملغاة وجمع شمل الركاب الذين فقدوا حقائبهم.
 
وقال كريس وودروف، المدير الإداري للمطار، إن "عطلا في أحد الكابلات تسبب في تفاقم الأزمة  ما أدى إلى تعطيل أنظمة الأمن وفحص الأمتعة".
 
وكان المطار قد شهد انخفاض مفاجئ في إمدادات الطاقة ما تسبب في قطع التيار الكهربائي لما يقرب من ساعتين.