كتبها : Oliver
- الروح القدس إله. الإله الروح. الأقنوم الثالث في الثالوث الأقدس.
هو شخصاً و ليس شيئاً. الروح القدس ليس نعمة و لا قوة علوية بل هو الله ذاته.
نحن لا نصلي للنعمة و لا للقوة لأن هذه أعمال روح الله و ليست الله.

الروح القدس إله حق من إله حق. منبثق من الآب حال في الإبن. نخاطبه كأقنوم بذاته و ليس كقوة إلهية لأقنوم آخر.
يسيء من يتعامل مع الروح القدس كشيء لأنه الله. نصلي للروح القدس و به نحيا و نتحرك و نوجد.

- في البدء كانت الأرض خربة و خالية و الروح القدس يرف علي وجه الغمر. يحول القبيحة التي لا شكل لها إلى جميلة. يغير الظلمة إلي نور و الخراب إلي خليقة جديدة. الروح القدس يرف أي يعمل و يحيط بمن سيعمل فيه إلي أن يستقبله في باطنه فيجعل الكائن الأرضي خليقة جديدة تماماً كما صنع مع الغمر.

لكن ما أن يستقر في الأحشاء لا يصمت. يبقي يعمل و يخرج من هذا القلب جدداً و عتقاء. هو حياة الحياة و جمال الجمال و فرح الفرح .. فوق هذا كله يشفع فكيف يشفع الروح القدس فينا؟

- الكنيسة صنعة الروح القدس لأنه الروح غير القابل للإنقسام فالروح الذي فيك هو بذاته في كل مؤمن ساكن فيه الروح القدس. جماعة المؤمنين هي جماعة يجمعها نفس الروح القدس الساكن في كل مؤمن فيجعله هيكلاً للثالوث الأقدس. كما أن المسيح الحال فيه الروح القدس هو هيكل السماء هكذا المسيحي الساكن فيه الروح القدس هو هيكل الكنيسة روحياً.

ضعف الكنيسة لا ينتج إلا بإبتعاد المؤمنين عن الروح القدس الذي يجذبهم للمحبة الأبدية. كأن الروح القدس يشفع لي عند أخي و يشفع لأخي عندي فتنتج المغفرة. الروح القدس يوحدنا رأسياً بالثالوث و أفقياً ببعضنا البعض فيرسم في الكون صليباً كاملاً بحجم الخليقة كلها ,هذه واحدة من شفاعات الروح القدس.

- وحده الروح القدس يجعلنا أبناء الله و ننادي الآب كما ناداه الإبن الوحيد يسوع المسيح ربنا. يا لفرحنا فالروح القدس يمنحنا لغة الإبن الحقيقي و نفس ألفاظه في مخاطبته لأبيه فننادي الآب مثله قائلين يا آبا الآب.

كيف من غير الروح القدس نخاطب الآب أباً لنا ؟ هذه الروح القدس'>شفاعة الروح القدس وحده .يو17 رو8: 15
- الروح القدس'>شفاعة الروح القدس تعني وساطته أيضاً. فهو المساوي للأقنومين الآب و الإبن و هو أيضاً الساكن في المؤمنين لذلك يجمعنا وحده في شركة الطبيعة الإلهية دون أن يجعلنا أقانيم لاهوتية فالله لا يخلق إلهاً. لكن تقف خطايانا عقبة في طريق هذا الإتحاد فماذا يفعل الوسيط الإلهي الروح القدس.
إن الخطية الوحيدة التي تقف في طريق خلاصنا هي أننا لا نقبل المسيح مخلصاً يحمل خطايانا عوضا عنا. لذلك يرف الروح القدس علي وجه الظلمة ينتقي قلوباً بعلم معرفته و يعينهم فيقبلون الإبن فيصير لتبكيته لهم نتيجة رائعة للخلاص كأنه يخاطب الآب نعم هذا خاطئ و لكني سأبكته علي خطيته و أتوبه فيتوب يو16:8.

نعم هو لا يعرفك أيها الإبن أنك الطريق و أنا سأعرفه طريق الخلاص فيأتي إليك بغير عائق يو16: 13 و يو 14: 26.
نعم هو ليس طاهر لينضم في شركة الطبيعة الإلهية أنا أقدسه بقداستي و أطهره من أدناس خطاياه فيتأهل لشركة القديسين أع 2 : 3 .
نعم ليس فيهم بر الثالوث و لا هم في براءة المفديين بدم الإبن المبارك لكنني روح البر فيهم و لهم أنا أبكتهم علي البر الذي ينقصهم.

أنت صعدت إلي السماء يا مخلص البشر و أنا نزلت من السماء لكي لا يفقدوا برك.
أنا آخذ منك و أعطهم فلا يصبح نقص برهم عائقا لشركتهم فينا.
أنا آخذ من جسدك و أناولهم و من دمك أسقهم فالقدسات منك لي و مني لهم. .
أنا أبررهم و أخلق فيهم قلباً نقياً كأنهم ما أخطأوا.

أنا لهم مصدر قداستهم و وسيط برهم و آخذ من بر الإبن و أضع فيهم.
وساطة الروح القدس تضعنا في طريق خلاصنا الحي يسوع المسيح.16: 12-14

- الخليقة غير الإنسانية تئن و أنينها خوض في آلامها. تتمخض معاً في أنينها كأن الغمر عاد كما كان بفعل الفساد. رو7: 22. نحن الخليقة البشرية نئن أيضاً في أنفسنا لأن وقوفنا قدام وصايا الله يجعلنا نبدو صغاراً جداً عن الرجاء الذي يرجوه لنا الله. حتي الكنيسة الأولي باكورة الروح كانت تئن مثلنا. رو7:23 و 24

فماذا إذن هل يسكت عنا الروح القدس؟ إنه يجعل الأنين ترنيمة إلهية. يئن الروح القدس عوضاً عنا. لكن أنينه ليس شكوي كأنين الناس. أنينه هو ترجمة لما لا يمكن أن تصيغه الكلمات. أنينه صلاة لاهوتية من لاهوت إلي لاهوت. من الروح القدس إلي الآب و الإبن. هذا لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله لكن الروح القدس يعلم و لا يحتاج لغة البشر ليشفع لنا لنقبل من الثالوث. لأنه واحد في الثالوث و واحد فينا. لذلك أنات الروح القدس غير مسموعة للبشر لكنها للأقانيم مسموعة. مضمونة الإستجابة بغير أي شك لأنها حديث أقنوم لأقنومين.

إذ وجدنا نحن البشر جاهلين بلغة الثالوث حل فينا و يشفع واحد من الثالوث.عظيم هذا الإنين اللاهوتي من أجلنا.

- قولوا لمن لا يعرف كيف يصلي لا تنشغل. قف قدام الله و إصمت فالروح ينطق لأجلك ما لا تعرفه عن نفسك. هو يبكت ليبرر و يبرر ليمجد و يمجد لنكون مشابهين صورة الإبن لأن هذا عمل الله أن يجعلنا علي صورته و مثاله.

- يا لفخرنا بك يا روح الثالوث. يا لعجب شفاعتك يا روح الله القدوس. الروح القدس'>شفاعة الروح القدس جعلتنا محور الحديث بين الأقانيم. ما أنينك من أنين كالبشر. أنت إله و وسيط و شفيع . ما زلت ترف علي من لا زالت غمر. تعيد تشكيل من لا شكل له مع أن لا أحد يعرف لك شكلاً و لا صورة. ترسم الأيقونات فينا مع أنك أنت القدوس بغير أيقونة. شفاعتك محيية لأنك الروح المحيي.