د. أمير فهمي زخارى المنيا
هذا المقال الثانى عشر للمثل الشعبي " مسمار جحا" من سلسله مقالات سأتولى نشرها تباعا... نحكى المثل الشعبي وقصته وما يقابله في الكتاب المقدس من آيات وتأمل بسيط حوله للاستفادة منه في حياتنا ... وسبقه أحد عشر مثل يمكن الرجوع إليهم على صفحتي وهم " من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" و " القرعة تتباهى بشعر بنت أختها" و "اللي تكسب به إلعب به" و " جاك كسر حُقك" و "احفر نفق بمسمار ولا تجادل واحد حمار" و “قاعد للسقطة واللقطة” و “يدفن رأسه في الرمال مثل النعامة” و " من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله" " والجواب ينقرى من عنوانه" و " مسمار جحا " و “القانون لا يحمي المغفلين" ..

"ضربني وبكى وسبقني واشتكي"
 هذا المثل الشعبي يدل على الظلم ويضرب للشخص الذي يتعدى على غيره، ثم يدعي بأنه المجني عليه.

أما عن قصة المثل، يُحكى أن كان هناك رجلان اسمهما «أحمد وصلاح»، فكان صلاح طيب القلب، وحسن الأخلاق، وكان متزوج من أخت أحمد «ميرفت»، وكان أحمد يرث أملاكًا وبيوتًا عن أبيه.

أما صلاح فكان ضيق الرزق والحال، وفي يوم أتى أحمد لأخته ليعطيها جزء بسيط مقابل ميراثها، فرفضت ميرفت وطلبت من أخيها إتقاء الله في توزيع الميراث، فقال لها أخيها أن زوجها هو من جعلها تتمرد عليه.

فدافعت ميرفت عن زوجها، وتركها أخيها وذهب، وظل يردد بين الناس أن صلاح جعل أخته تتمرد عليه رغم ماقدمه له من معروف، فذهب الناس لصلاح لمعاتبته على مافعل فلم يقل شئ سوى هذا المثل «ضربني وبكى وسبقني واشتكي».

وأما ما يقابله هذا المثل في الكتاب المقدس من آيات وتأمل بسيط حوله للاستفادة منه في حياتنا فأقول:
ينطبق على إمرأة فوطيفار التي عندما رفض يوسف أن يسقط معها فإتهمته زوراً...

والقصه كما جاءت فى سفر التكوين 39: 7- 15فى الكتاب المقدس كالتالى:
" 7 وحدث بعد هذه الامور ان إمرأة سيده رفعت عينيها الى يوسف وقالت اضطجع معي 8 فأبى وقال لإمرأة سيده هوذا سيدي لا يعرف معي ما في البيت وكل ما له قد دفعه الى يدي 9 ليس هو في هذا البيت اعظم مني ولم يمسك عني شيئا غيرك لأنك إمرأتة فكيف اصنع هذا الشر العظيم واخطئ الى الله 10 وكان اذ كلمت يوسف يوما فيوما انه لم يسمع لها ان يضطجع بجانبها ليكون معها 11 ثم حدث نحو هذا الوقت انه دخل البيت ليعمل عمله ولم يكن انسان من اهل البيت هناك في البيت 12 فأمسكته بثوبه قائلة اضطجع معي فترك ثوبه في يدها وهرب وخرج الى خارج 13 وكان لما رات انه ترك ثوبه في يدها وهرب الى خارج 14 انها نادت اهل بيتها وكلمتهم قائلة انظروا قد جاء الينا برجل عبراني ليداعبنا دخل الي ليضطجع معي فصرخت بصوت عظيم 15 وكان لما سمع اني رفعت صوتي وصرخت انه ترك ثوبه بجانبي وهرب وخرج الى خارج "

أعجبت امرأة فوطيفار بحسن منظر يوسف ونشاطه وحكمته وقوة شخصيته الظاهرة في إدارة البيت وكل الأملاك، فاشتهته عاطفيًا وجسديًا. وإن كان زوجها خصيّا بالحقيقة وليس مجرد لقب فيكون هذا دافعًا أكبر لها لاشتهاء يوسف.

رد يوسف بحزم مع احترام على هذه المرأة التي تشتهى أن تزنى معه وحاول إقناعها بالعدول عن شهوتها بسبب أفضال زوجها عليه، إذ رفعه على كل العبيد وأوكله على كل ممتلكاته إلا زوجته. ثم قدم سببًا آخر لرفضه الزنا وهو أن الله يراه ولا يستطيع أن يغضبه بهذا الفعل الشرير جدًا.

عندما هرب يوسف إغتاظت امرأة فوطيفار لأنه حطم كبرياءها وشهوتها المشتعلة بإصراره على الطهارة، فصرخت بصوت عظيم حتى اجتمع حولها عبيدها وجواريها، وادَّعت أن يوسف حاول أن يداعبها ويعتدى عليها وخلع ثيابه فلما رفضت وصرخت خاف وهرب خارج البيت عاريًا وها هو ثوبه بين يديها أمامهم كدليل اتهام واضح.

وبكده انطبق المثل على هذه المرأه وهو " ضربني وبكي وسبقني واشتكي", هذا المثل الشعبي يدل على الظلم ويضرب للشخص الذي يتعدى على غيره، ثم يدعي بأنه المجني عليه.

والى اللقاء في الجزء الثالث عشر... نحكى المثل الشعبي وقصته وما يقابله في الكتاب المقدس من آيات وتأمل بسيط حوله للاستفادة منه في حياتنا ... تحياتي.
د. أمير فهمي زخارى المنيا