د. أمير فهمي زخارى المنيا
هذا المقال الحادى عشر للمثل الشعبي " مسمار جحا" من سلسله مقالات سأتولى نشرها تباعا... نحكى المثل الشعبي وقصته وما يقابله في الكتاب المقدس من آيات وتأمل بسيط حوله للاستفادة منه في حياتنا ... وسبقه  عشر أمثال يمكن الرجوع إليهم على صفحتي وهم " من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" و " القرعة تتباهى بشعر بنت أختها" و "اللي تكسب به إلعب به" و " جاك كسر حُقك" و "احفر نفق بمسمار ولا تجادل واحد حمار" و “قاعد للسقطة واللقطة” و “يدفن رأسه في الرمال مثل النعامة” و " من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله" " والجواب ينقرى من عنوانه" و " مسمار جحا " ..

قصة مثل شعبي “القانون لا يحمي المغفلين"
حدثت هذه القصة في أمريكا .حيث كان هناك شخص فقير جدا فكر كيف يصبح من الأغنياء في 8 أيام دون أن يعمل .فكتب إعلاناً في إحدى الصحف يقول : لكي تصبح غنيا أرسل 1 دولار إلى العنوان التالي……. فأرسل الملايين من الناس 1 دولار ، و أصبح فعلا من الأغنياء …. و رد في نفس الصحيفة و شرح ما فعله … فثار الناس عليه و قدّموه إلى القضاء ، و لكن لا حجة تدينه لأنه أصبح غنيا بالفعل و قال القاضي الأمريكي مقولته الشهيرة : “القانون لا يحمي المغفلين” و أصبحت مثل شعبي يردد بشكل دائم.

آدم أول مغفل في التاريخ
عندما أخطأ آدم وعصى وفشل وخان العهد (أي زنى فكرياً) وتعدى على وصية الله الصالحة، وبعد ما أخذ من ثمر الشجرة الوحيدة الممنوعة (ولذلك يُعتبر سارقاً)، والتي كانت وسط ملايين الأشجار المثمرة والجميلة، أصبح هو ونسله من بعده في عداوة وكراهية ونجاسة أمام الله القدوس، حتى أنه صار في خوف شديد من الموت الأبدي في الحال هو وامرأته حواء، لأن الله كان قد قال لآدم في (تكوين 2: 17) «.. يوم تأكل منها موتاً (أبدياً) تموت». وحاولا الاختباء بين أشجار الجنة، كما حاولا ستر عورتيهما بفشل كبير بأوراق شجر التين. وكانا لا يشعران بعريهما من قبل العصيان. والقانون لا يحمي المغفلين، ولذلك كان لا بد أن يدفعا ثمن الموت الأبدي هما ونسلهما من بعد، سواء خدعهما الشيطان أم لا.

ومن ثم نستخلص من هذا المثل الشعبي أن على المواطن أن يكون حريصا في تعامله مع الآخرين، ولا يثق في شخص بسهولة وأن يفكر أكثر من مرة قبل أن يندفع ويثق في شخص قد يكون نصابا.

والى اللقاء في الجزء الثانى عشر... نحكى المثل الشعبي وقصته وما يقابله في الكتاب المقدس من آيات وتأمل بسيط حوله للاستفادة منه في حياتنا ... تحياتي.
د. أمير فهمي زخارى المنيا