محرر الأقباط متحدون
البابا فرنسيس .. "إنَّ شهادتنا للأخوة في عالم اليوم، لا غنى عنها وهي ثمينة جدًّا. ونحن، الذين نلنا عطيّة هذا الانتماء الديني، مدعوون لكي نكون منفتحين ومضيافين تجاه الذين لا يشاركوننا هذا الانتماء، لأنهم، مثلنا جميعًا، أعضاء في العائلة البشرية الواحدة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى وفد من مسجد بولونيا.
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء في الفاتيكان وفدًا من مسجد بولونيا وللمناسبة سلّمهم الأب الأقدس كلمة كان قد أعدها للمناسبة جاء فيها يسعدني أن أستقبلكم وأشكركم على زيارتكم. لقد علمنا يسوع أن نقبل بعضنا البعض كإخوة. وهذا الأمر ينطبق أولاً علينا، نحن المسيحيين واليهود والمسلمين، الذين نعبد الله الواحد ونشير، ولو بطرق مختلفة، إلى إبراهيم كأب في الإيمان. إنَّ شهادتنا للأخوة في عالم اليوم، لا غنى عنها وهي ثمينة جدًّا. ونحن، الذين نلنا عطيّة هذا الانتماء الديني، مدعوون لكي نكون منفتحين ومضيافين تجاه الذين لا يشاركوننا هذا الانتماء، لأنهم، مثلنا جميعًا، أعضاء في العائلة البشرية الواحدة.
تابع البابا فرنسيس يقول إن الحوار الصادق والمحترم بين المسيحيين والمسلمين بشكل خاص هو واجب بالنسبة لنا نحن الذين نريد أن نطيع إرادة الله. في الواقع، إنَّ إرادة الأب هي أن يحب أبناؤه بعضهم البعض، ويساعدوا بعضهم البعض، وإذا وجد بينهم أية صعوبة أو سوء تفاهم، إن يتوصّلوا إلى اتفاق بالتواضع والصبر. وهذا الحوار يتطلّب الاعتراف الفعال بكرامة وحقوق كل شخص. وعلى رأس هذه الحقوق الحق في حرية الضمير والدين، الذي يعني أنّه على كل إنسان أن يكون حرا تماما فيما يتعلق بخياراته الدينية. كذلك، يجب على كل مؤمن أن يشعر بالحرية في أن يقترح – بدون أن يفرض على الإطلاق – دينه على الآخرين سواء كانوا مؤمنين أم لا. وهذا الأمر يستثني أي شكل من أشكال الاقتناص، الذي يُفهم على أنه ممارسة للضغوطات أو التهديد؛ كما يجب أن يرفض أي نوع من الخدمات المالية أو العمل؛ ولا يجب أن يستغل جهل الأشخاص. بالإضافة إلى ذلك، لا يجب أن يكون الزواج بين أشخاص من ديانات مختلفة فرصة لارتداد أحد الأزواج إلى ديانة الآخر.
وخلص البابا فرنسيس إلى القول أيها الأصدقاء الأعزاء، آمل أن تتمكنوا، حيث تعيشون، من أن تحافظوا على علاقات جيدة مع الكنيسة الكاثوليكية: مع الأسقف، ومع الإكليروس ومع المؤمنين، في الاحترام المتبادل والصداقة. إن العالم، ولاسيما في هذه المرحلة التاريخية، يحتاج إلى مؤمنين متماسكين يلتزمون بقوة ببناء السلام الاجتماعي والعالمي والحفاظ عليه. أشكركم على كونكم، مع جماعاتكم، بين "صناع" السلام هؤلاء. أؤكد لكم صلواتي وأطلب منكم أن تذكروني في صلواتكم.