كتب - محرر الاقباط متحدون
وجه المتروبوليت نقولا انطونيو مطران إرموبوليس (طنطا) وتوابعها للروم الارثوذكس والمفوض البطريركي للشؤون العربية، رسالة بعنوان "الكتاب المقدّس، والمُشككون في قصة خلق العالم فيه"، وجاء بنصها :
لا بدّ، بدءاً، من الإشارة إلى أنّ الكتاب المقدّس ليس كتاباً مختصّاً في العلوم البحتة يُعنى بدراسة أصل الأرض والمخلوقات كافّة.
فالكتاب المقدّس ليس كتاب جغرافيا ولا بيولوجيا ولا كيمياء ولا فلك ولا طب وليس هو كتاب تاريخ بالمعنى الدقيق للكلمة يروي تاريخ البشريّة منذ ظهور الإنسان الأوّل أو الكوكب الأوّل.
الكتاب المقدّس لا يهتمّ بتفسير كيفيّة تكوين الأشياء بقدر ما يُعنى بإبراز معنى وجودها. فرواية الخلق يُقصد منها إعلان علاقتها بالله الخالق، فالله وحده هو أصل جميع الكائنات ومبدعُ كلّ الخلائق، وهو وحده خالق الأرض وما فيها من نبات وحيوان وبشر، وهو وحده خالق السماء وما يجري فيها من كواكب وأجرام ونجوم. بهذا الكتاب المقدّس يؤكّد على وحدانيّة الإله الصالح الذي إذ خلق كلّ المخلوقات إنّما خلقها حسنةً.
توّج الله تكوين العالم بخلق الإنسان “على صورته كمثاله” ليتسلّط على جميع المخلوقات في السماء وجميع الأرض (1 :26-28). فقد خُلق على صورة الله، أي في أحسن صورة، وهو مدعوّ إلى أن يصبح على مثال الله في القداسة، بمعنى أن يتَأَلَّه بالنعمة.