اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار تكريس القديسين قزمان ودميان واخوتهما'>كنيسة القديسين قزمان ودميان واخوتهما (٢٢ بؤونة) ٢٩ يونيو ٢٠٢٤
في هذا اليوم نعيد بتذكار تكريس القديسين قزمان ودميان واخوتهما'>كنيسة القديسين قزمان ودميان واخوتهما انتيموس ولاونديوس وأبرابيوس وأمهم ثاؤذوتي و قد عاش القديسون في مدينة أجاس وهي ميناء بمقاطعة كيليكية بمنطقة أرابيا بآسيا الصغرى، في نهاية القرن الثالث الميلادي.
لا نعرف شيئا عن الوالد، أما الأم ثأوذوتي أو ثيؤدوره وتعني "عطية الله"، فكانت تتقي الله، مُحبة للغرباء، رحومة. ترمّلت وأولادها بعد أطفال، فربّتهم وعلّمتهم مخافة الرب ومحبة الفضيلة.
وكانت هذه الأسرة غنية جدًا. تعلّم قزمان ودميان صناعة الطب، وكانا يعالجان المرضى بلا أجر، أما اخوتهما فمضوا إلى البرية وترهّبوا.
ومع مهارة الصبيان قزمان ودميان كانا يهتمان في عملهما بالإيمان بالله طبيب النفوس والأجساد. وكان الله يهبهما نعمة خاصة، فيشفيان المرضي بقوة فائقة للطبيعة مع استخدامهما للأدوية. كانا شعارهما في حياتهما اليومية وعملهما
"إن أكلتم أو شربتم أو فعلتم أي شيء فافعلوا كل شيء لمجد الله" (1كو31:10).
وقد دفعهما نجاحهما في عملهما خلال نعمة الله بالأكثر إلى ممارسة حياة الكفاف مع الصلاة والأمانة، فكانا يخشيان تعلق نفسيهما بمحبة الفضة فيسقطان في شرور كثيرة. اشتهرا بلقب الطبيبين بلا فضة، ودعاهما الوثنيون مبغضي الفضة. ومن اجل أمانتهما في عملهما وحياتهما التقوية مع اتكالهما علي الرب جذب كثير من المرضى الوثنيين إلي الإيمان المسيحي.
ولما ارتد دقلديانوس عن الإيمان وأمر بعبادة الأوثان، استدعاهما ليسياس الحاكم ودخل معهما في حوار عن كرازتهما بالإيمان بالسيد المسيح وهما طبيبان. أجابا أنهما اختارا مهنة الطب لا لمكسبٍ ماديٍ بل لمنفعة الجميع، وأن ربنا يسوع المسيح يهبهما قوة الشفاء، لذلك آمن كثيرون به.
فثار الحاكم عليهما جدًا وإذ استعلم منهما عن مكان اخوتهما، استحضرهم ومعهم أمهم، وأمرهم أن يبخروا للأوثان فلم يطيعوه. حاول الحاكم أن يغريهم بوعود زمنية باطلة، وإذ لم يستجيبوا بدأ يهددهم بالاتهام أنهم يعصون أمر الإمبراطور.
أجابه الإخوة المباركون أنهم مسيحيون، ومن أجل إيمانهم يُضطهدون، وأنهم منذ زمن طويل يشتهون احتمال الآلام حتى الموت، بل وكانوا يتعجلون هذا الأمر إذ يريدون الالتقاء بالسيد المسيح. فأمر أن يُعصر الخمسة في المعصرة. كان القديسان يشجعان اخوتهم الصغار علي التمسك بالإيمان، وإذ رأي الحاكم ثباتهم أمر بطرحهم في البحر وهم مقيّدون بالسلاسل، لكن الرب تمجد فيهم، فأرسل ملاكه وحطّم السلاسل وأنقذهم حيث دفعتهم الأمواج إلي الشاطئ سالمين.
وإذ سمع ليسياس بما حدث معهم استدعاهم وصار يلعنهم ويلعن اسم الله القدوس بآلهته الوثنية، لكن ملاكًا لطمه فدخلت فيه أرواح شريرة كانت تعذبه. واشتدت الآلام فاستدعي القديسين وطلب العفو منهما. تحنّنا عليه وصليا من أجله أن يغفر له السيد المسيح، فشُفي للحال.
ولكن سرعان ما عاد الحاكم إلي عنفه وقسوته، فأمر بتعليق القديسين قزمان ودميان علي صليبين ورجمهما بالحجارة، فكانت الحجارة لا تكاد تمس جسديهما حتى ترتد بقوة علي الراجمين. أما اخوتهما فقُيدا وأُلقيا بين الصليبين ليُرموا بالسهام، فكانت السهام ترتد علي ضاربيها. أخيرًا اضطر الكل أن يهربوا.
فأمر الحاكم بحل وثاقهم وإلقائهم في أتون النار ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ ثم طرحهم في مستوقد حمام. وأخيرًا وضعهم على أسرّة من الحديد محمّاة، فأقامهم الرب أحياء بغير فساد.
ولما تعب الوالي من تعذيبهم أرسلهم إلى الملك فعذبهم هو أيضًا. وكانت أمهم تُعزيهم وتُصبّرهم. انتهرها الملك فوبّخته على قسوته وعلى عبادة الأوثان، فأمر بقطع رأسها ونالت إكليل الحياة، وبقى جسدها مطروحًا لم يجسر أحد أن يدفنه.
فصرخ القديس دميان في الحاضرين قائلًا: "يا أهل المدينة أليس فيكم أحد ذو رحمة، فيستر جسد هذه العجوز الأرملة ويدفنها؟"
عند ذلك تقدم ماربقطر بن رومانوس الامير (تاج الشهداء) وأخذه وكفنه ثم دفنه.
لما علم الملك بما عمله ماربقطر أمر بنفيه إلى ديار مصر، وهناك نال إكليل الشهادة. وفي الغد أمر الملك بقطع رؤوس القديسين قزمان ودميان واخوتهما فنالوا إكليل الحياة في ملكوت السموات.
وبعد أن انقضى زمان الاضطهاد، بُنيت لهم كنائس عديدة، أظهر الرب فيها آيات وعجائب كثيرة.
تُعيد لهم الكنيسة الغربية في 27 سبتمبر، وفي الخميس الرابع من الصوم الكبير. وتعيد لهم الكنيسة القبطية في يوم 22 هاتور و22 بؤونة من كل عام.
أُطلبوا من الرب عنا، أيها الشهداء المجاهدون، قزمان وإخوته وأمهم، ليغفر لنا خطايانا.
طوفه إم إبشويش إى إهرى إيجون نى اثلوفوروس إممارتيروس كوزما نيم نيف إسنيو نيم توماف إنتيف كانين نوفى نان إيفول
بركه صلوات هؤلاء القديسين الاطهار تكون معنا جميعًا آمين...
و لالهنا المجد دائما ابديا امين...