القمص اثناسيوس فهمي جورج
ذلك الروح الناري العظيم فلنقبله ليسكن فينا منذ الان . نرفع افكارنا الي السماء طوال الليل والنهار  متوسلين  مقدمين  الاتعاب باتضاع مع رسل الحمل الاطهار   ،
  طالبين  باستقامة قلب والحاح في صوم الكرازة والخدمة  .. حيئنذ سيعطي لنا ؛ لانه يعطي لكل احد في كل جيل يطلبه . روح قدس الهي معزي و ناري يغير ويجدد ويشكل انساننا الداخلي ، حتي يصور فينا مشابهة الصورة الالهية وجمالنا الاول يتجدد ويعود ويشع بالحواس النورانية ، فبدل الغضب والطمع والانانيات والسقطات والعثرات ، يهبنا الوداعة والكفاف والشبع والبداية الحسنة  .
 
  انه روح الاعلان الذي  ياخذنا من  مجد الي مجد  . يرقينا ويهدينا ويعقلنا ويرشدنا وينصحنا ويبكتنا ويصحح  ويقود خطواتنا  ، كما الرب الروح .  وهو وحده الذي يحول جبلتنا الترابية من طينها الي ذهب كسماء ، يحولها من  الشقاء الي المجد ،  ومن درك العبودية الي رتبة ملوكية دالة البنين . ناره الالهية تحرق الشياطين كالدخان .
 
وتنتشلنا من وحل الارض الي اعلي المصاعد وتطير بنا مرتفعين نحو الاقداس ، فلا نعود بعد من تراب والي تراب نعود  ،  بل الي سماء ابدية  نعود  . نار الهية غير مادية ( غير هيولاية ) ، تاتينا من العلا لتحرق اشواك الافكار والشهوات والمشورات الردية ، وتنقي قلوبنا وضمائرنا  بالتمحيص والاحراق للتنقية والتطهير والتقديس  والاستنارة والانجماع الكلي في المسيح يسوع  ، فنتحصن بالمعونة النارية ضد يبوسة الخطية ومضراتها ومجساتها وحركاتها الشريرة ..فلنطلب جميعنا معا ونتضرع كي يلقي الرب في قلوبنا هذه النار التي جاء ليلقيها علي الارض ، لتاكل الضعفات والاكاذيب والاطماع والانحرافات والذاتيات  والسقطات والعثرات ، 
 
حتي ننهض ونبدء  ونتدبر عزيمتنا وتتدرب حواسنا ، لاننا لم ناخذ روح العيودية للخوف بل روح التبني والقداسة والتجديد والصراحة والمبادرة والنجاح ، ونسمو باجنحة الروح فوق صغار وتفاهات ونفايات هذا الدهر ( لانطفئ الروح - نضرم الموهبة - حارين ملتهبين في الروح - عابدين الرب ) ، فنستعاد مجددا للاب بالابن في الروح القدس الثالوث كنزنا وغايتنا الكلية .