فى مثل هذا اليوم 1يوليو من كل عام.........
يتم الاحتفال عالميا في 1 يوليو، باليوم العالمي للهندسة المعمارية، ويعتقد أن هذا الاحتفال بدأت قصته بعد مؤتمر دولي للمهندسين المعماريين أقيم في بريطانيا عام 1946، وتقرر على إثره تأسيس منظمة للعاملين في هذا المجال، وبعد قرابة العامين من هذا المؤتمر، تأسس الاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين في مدينة لوزان السويسيرية، وفي أحد مؤتمرات الاتحاد عام 1985، تقرر تحديد موعد للاحتفال.

في ضوء ذلك، تستعرض "الشروق" اثنين من أبرز معماري الوطن العربي، هما المهندس المصري حسن فتحي، والعراقية العالمية زها حديد.

نشأ المعماري حسن فتحي في مدينة ساحلية ولم يتعرف على الريف إلا بعد بلوغه سن الـ27 عاما، إلا أن الريف كان المحرك الرئيسي في أعمال "فتحي" المعمارية؛ حيث اعتمد على "الطين" في صنعها، وكان يتبنى فكرة "الاعتماد على عناصر البيئة في فن العمارة".

تناول الدكتور عبدالباقي إبراهيم في كتابه "المعماريون العرب.. حسن فتحي"، شخصية المعماري الراحل في محاولة لرسم صورة عن فكره ووجهات نظره، قائلا: "لقد كان لشخصية حسن فتحي الأثر الكبير في انتشار فكره وفلسفته من خلال أعماله على هذا المدى الواسع في العالم، وتظهر هذه الشخصية في تكوينه العلمي والثقافي وفي بنائه الإنساني والفني، فهو يتميز بلباقة الكلمة، وسعة الاطلاع وحماسة التعبير وقوة الإقناع".

وذكر أن اهتمام فتحي بالريف جاء عن طريق والدته التي عشقت الريف، وتمنت أن تعيش فيه طيلة عمرها، ورسمت له صورة رومانسية رسخت في وجدانه، ومن هنا بدأت عاطفته تتجه نحو الفلاح المصري الضعيف، وأخذ عقله يفكر في الأسلوب الأفضل لإسكان هؤلاء الفقراء.

بدأت أول تجربة لفتحي مع الإسكان الريفي عام 1940، عندما كلفته الجمعية الزراعية الملكية بتصميم بعض المساكن للفلاحين في بهتيم شمالي القاهرة، مستخدما الطوب اللبن؛ لعدم توافر مواد أخرى.

"الأقبية" و"القباب"، هي أحد رموز فن العمارة عند فتحي، والتي استقاها من العمارة النوبية، حيث انبهر بها في أول زيارة له لمدينة أسوان، ودمج بين هذا الفن النوبي وفن العمارة الإسلامية من خلال استلهام المشربيات والفتحات والعناصر الخشبية في أبنيته، فجاءت أشكال الأبنية التي تركها كصيغة معاصرة للعمارة الإسلامية.

يظهر الفكر المعماري جليا من خلال كتابات حسن فتحي في المجلات الثقافية، وما ألقاه من محاضرات في المحافل المعمارية، وجميعها تدور حول الأصالة الحضارية للعمارة العربية التي يجدها في عمارة العصور الإسلامية، ومن المبادئ الرئيسية لديه ما يسميه (نقل الطبيعة إلى الحضر عن طريق الرمز).

على النقيض تقريبا من حسن فتحي، كانت المعمارية زها حديد تميل إلى الحداثة بصورة كبيرة، من خلال تصميمات أبهرت العالم بأسلوبها الفني الفريد، وانتجت المعمارية العراقية ما يزيد عن 950 مشروعا في 44 دولة، من أهمها محطة إطفاء الحريق في ألمانيا، ومبنى متحف الفن الإيطالي في روما، وجسر أبو ظبي، ومركز لندن للرياضات البحرية.

اتبعت زها حديد بالمدرسة التفكيكية التي تهتم بالنمط والأسلوب الحديث في التصميم، كما تميزت أعمالها بالخيال، حيث إنها تضع تصميماتها في خطوط حرة لا تحددها خطوط أفقية أو رأسية، بالإضافة إلى تميز هذه الأعمال بالمتانة، وتأثرت تأثيرا كبيرا بأعمال أوسكار نيمايير، وخاصة إحساسه بالمساحة، فضلا عن موهبته الفذة؛ حيث إن أعماله كانت قد ألهمتها وشجعتها على إبداع أسلوبها الخاص، مقتدية ببحثه عن الانسيابية في كل الأشكال، بحسب ما ورد في كتاب "مشاهير الفن المعماري".

كان الاتجاه التهديمي هو الاتجاه المعماري لزها حديد، وهو ينطوي على تعقيد عال وهندسة غير منتظمة، وكانت ترى أن التفكيكية هي البداية العقلية لعمارة الحداثة.

من الملاحظ في جميع تصميمات زها أنها تتمتع بالانسيابية وتحدي للجاذبية الأرضية، من خلال إصرار على تنفيذ الأسقف والكمارات الطائرة، والعنصر الأساسي في البناء عندها اعتمد على أمرين: "الحديد" كمادة أساسية للبناء، و"الخيال الواسع"، وبذلك اعتبرت تصميماتها كأنها تنتمي لعالم الخيال، وهذا الاتجاه يعد من أهم الحركات المعمارية في القرن العشرين، وفق كتاب "تحدي الجاذبية في عمارة زها حديد" للدكتورة وجدان ضياء.