حمدى رزق
«لأنهم قبضوا ثمن الخيانة.. ظنوا أننا قبضنا ثمن الوفاء».. على ذكر الوفاء، وهو خلق رفيع، للإمام «على بن أبى طالب» قول مأثور: «مَن أحسن الوفاء استحق الاصطفاء».
والوفاء من أخلاق الأنبياء، أما عن (الخيانة)، فلا تسل خائنًا عن ثمن خيانته، فالخيانة تسرى فى دمه، وأشد ألوان الخيانة «خيانة الأوطان»، ومن صور الخيانة الوطنية الشماتة فى مصاب الوطن.
بالسوابق، أقصد بالممارسات، يُعرفون، وتدلك عليهم تغريداتهم، وتويتاتهم، ليس حبًّا فى مواطن غلبان، ولكن كراهية فى نظام الحكم، فى قلوبهم غل للذين آمنوا بحق ناس هذا الوطن فى الحياة بكرامة إنسانية، فاكرين «يا نحكمكم يا نقتلكم»؟!!.
بين إخوان الشيطان والمصريين عداء مستحكم، وفى التعريف، ألد الخصام، والإمام «على» يقول أيضًا: «أشدُ من البلاء شماتة الأعداء»، وللشاعر العربى «الفرزدق بن غالب التميمى» قول حكيم: «إذا ما الدهر جر على أناس/ حوادث أناخ بآخرينا.. فقل للشامتين بنا أفيقوا/ سيلقى الشامتون كما لقينا».
معلوم، شماتة الأعداء (الإخوان) لا تدوم، وصاحبها مذموم، تسوءنى الشَماتة، تنطوى على السُّوءِ، على القَبيح، وفى باب النهى عن إظهار الشماتة، قَالَ رسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: «لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَة لأَخِيكَ فَيرْحمْهُ اللَّهُ وَيبتَلِيكَ».
يتبع إخوان الشيطان.. الغاوون، ومَن فى قلوبهم مرض، ومن القبح البغيض المكروه أن تشمت فى وطنك جريًا على عادة الإخوان الذميمة، وطنك يمر بأزمة اقتصادية قاسية، والضغوط على الحدود رهيبة، والجند فى وضع استعداد، وسيادتك فى مكمنك، كالثعلب لابد فى الدرة، مستنى السقطة واللقطة كى تشمت فى أهلك وناسك، فى لحمك ودمك!!.
وطنك فى أزمة فُرضت علينا كرهًا، تشمت مبتسمًا كاشفًا عن اسنانك الصفراء، وبابتسامتك لزجة تسيل على شفاك، وتغريدة تستفز بها مَن يقبضون على جمر النار صبرًا على البلاء.
ربنا ابتلانا بنفر شامتين، يغردون شماتة، وينقرون الرؤوس كالغربان بحكى بغيض، ويلوكون سيرة الوطن بسوء فى منافيهم البعيدة، ويطلون بوجوههم القبيحة على الطيبين الصابرين القانعين الحامدين الشاكرين فى السراء والضراء وحين البأس.
إخوان الشيطان يتأبطون شرًّا، ويستبطنون خبثًا، ويكايدون من الكيد، رد الله كيدهم فى نحورهم. نشطوا بعد كمون، وعادوا يلوثون فضاءات الطيبين بـ(سناج) صدورهم المحتقنة استغلالًا لأزمات معيشية تكالبت علينا.
ركبوا الترند، مجرور صرف صحى انفجر فى الفضاء الإلكترونى إذا فجأة، (فجعة)، مع حلول ذكرى ٣٠ يونيو، سيل من الأخبار السوداء تسود عيشة المصريين، أخبار مسمومة، موهومة، مكذوبة، تشير تشييرًا كثيفًا.
مثل هؤلاء فى المُلِمّات الوطنية كالنادبات المستأجرات، يندبون صنعة بلقمتهم، ويلطمون الخدود بدراهم معدودة، ويشقون الثياب مكايدة، وكأنهم من الأهل والخلان، وهم فى التحليل الأخير مؤلفة قلوبهم.. ألَدّ الخصام!.
يقول المولى سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ». (البقرة/ ٢٠٤).
نقلا عن المصرى اليوم