بقلم: كريم كمال
ونحن نحتفل بالذكري الحادية عشر لثورة الثلاثين من يونيو يجب أن نقيم أين كنا وإلي أين ذهبنا بعد عقد من الزمن؟..، فقد كانت هذه الثورة لحظة تاريخيّة فاصلة بين مرحلة من الظلام الدامس والمستقبل المجهول ومرحلة جديدة من نور ساطع لجيلنا والاجيال القادمة ومستقبل واعد.
 
تبدأ تفاصيل هذه المرحلة مع تخطيط الجماعة الإرهابية الإستيلاء علي الحكم والذهاب بالوطن الي طريق مجهول وقد نجحت الجماعة المحظورة في الجزء الاول من الخطة مستغلة حالة الحماس لدي الشباب في الوصول الي مقاعد البرلمان وفوز أحد كوادرها برئاسة الجمهورية وهنا يجب أن نوضح أن نجاح الجزء الاول من خطة للجماعة المحظورة لخطف الوطن كانت بسبب عدم كشف وجهها القبيح بشكل كامل للشعب فبرغم تاريخها الدموي الأسود منذ نشأتها ظل قطاع من الشعب مغرر به من هذه الجماعة التي تغلغلت خلال العقود الثلاثة الماضية في النقابات والعمل الطلابيّ مما كسبها شعبية من خلال تركيزها علي الخدمات.
 
ولكن منذ اليوم الأول لوصولها إلي الحكم ظهر وجهها الحقيقى من خلال حكمً الاهل والعشيرة وقد عملت على إثارة الفتن الطائفية والنعرات القبلية مع فتح الحدود المصرية للجماعات الموالية لهم في دول الجوار مما أدى إلى دخول الإرهابين لشمال سيناء بشكل مكثف، وخلال فترة حكم الجماعة  الإرهابية تحول إتخاذ ايا من القرارات التى تختص بالشأن المصرى من قرار وطني الي قرار يصدر عن مكتب الإرشاد ولذلك أصيب الوطن في أقل من عام بفوضى عارمة مع محاولات واضحة من الجماعة للسيطرة علي الأجهزة السيادية والأمنية ولكن يقظة رجالها الوطنيين الأبطال كانت حائط منيع ضد مخططهم المشبوه.
 
كل الأحداث السابقة وغيرها كشفت وجه الجماعة الإرهابية الحقيقي لفئات الشعب المخدوعة فيهم فكان قرار الشعب المصري بكل فئاته هو التصدي لهم من خلال الخروج في الميادين والشوارع بالملايين في ثورة شعبية حقيقية لم يشهد التاريخ مثلها.
 
واكتمل نجاح الثورة الشعبية بحماية الجيش المصري الباسل ورجاله الأبطال لثورة الشعب من خلال القرار الحاسم لوزير الدفاع وقتها الفريق اول عبد الفتاح السيسي الذي سوف يكتب التاريخ دوره بحروف من نور في حمايه الإراده الشعبية المصرية وإنقاذ مصر من مستقبل مجهول كانت تسير خلاله نحو الهاوية.
 
لذلك كانت نداءات الشعب المصري للفريق عبد الفتاح السيسي بالترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية هى طوق النجاة، والذى بدوره إستجاب لنداء الشعب رغم صعوبة المسؤلية في هذه المرحلة حيث انتشر الإرهاب في سيناء وإنهار الاقتصاد، وهربت الإستثمارات للخارج وانتشرت الحوادث الطائفية ولكنه بحسه الوطني العالي تحمل المسؤلية على عاتقه.
 
ومنذ اليوم الأول لحكم الرئيس عبد الفتاح السيسي بدء بناء الجمهورية الجديدة من خلال إقتلاع جذور الإرهاب من جذورها، حيث قادت القوات المسلحة والشرطة ورجالها الأبطال معارك ضارية قدموا فيها الشهداء والتضحيات من أجل إنقاذ الوطن وقد نجحت المعركة وأصبح الوطن خالي من الإرهاب ليبدأ الرئيس السيسي المرحلة الأصعب في بناء اقتصاد وطني ينقذ به مستقبل الأجيال القادمة.
 
وقد كانت البداية من خلال إعادة بناء البنية التحتية المتهالكة مع إنشاء عاصمة إدارية تليق بدولة كبيرة فى حجم وتاريخ مصر ولم يكتف بهذا الحد بل ساهم فى بناء مدن سياحية كبرى تضاهي المدن العالمية مثل مدينة العلمين الجديدة مع شبكة من الطرق والكباري والمواصلات الحديثة، بهدف جذب الإستثمارات والسياحة العالمية.
 
ولم تقف اهتمامات الرئيس السيسي فقط هنا بل كان أولى اهتماماته المواطن البسيط فأطلق مشروع حياة كريمة من خلال إعادة بناء القري والنجوع والمناطق الشعبية من جديد وهدف إلى إنشاء مباني وأماكن تليق بالمواطن المصري مع توفير المستشفيات وقصور الثقافة وعمل برامج لتأهيل أهل هذه المناطق للعيش بحياة كريمة وتوفير فرص العمل لهم.
 
ورغم الظروف الدولية والإقليمية الصعبة التي بدأت مع ظهور فيروس كورونا وتأثيره الكبير علي كل إقتصاديات العالم ثم الحرب الروسية الإوكرانية وما يحدث في غزة مع وجود العديد من الصراعات الإقليمية والدولية الأخري، ظلت مصر صامدة ومستمره في معركة البناء وهو أمر عجزت عنه العديد من الدول ذات الإقتصاديات الكبري في ظل هذه الصراعات، وهو ما أثر علي الأسعار التجارية وإمدادات الغاز في كل العالم ولكن يظل وضع مصر هو الأفضل رغم إنها في مرحلة البناء.
 
غدا اكثر اشراقا.. بالطبع هناك تاثير للأحداث العالمية والإقليمية علي الأسعار وغيرها من الأمور الحياتية، ولكن ما تم من إنجازات خلال العقد الأخير يعطي مصر القدرة علي إجتياز هذه المرحلة بأقصي سرعة وشعب مصر واعي والأغلبيه العظمي منه تدرك ذلك ولا تلتفت لمن يحاول إثارة الفتن وبث الكذب والشائعات علي وسائل التواصل الإجتماعي، من أجل خلق حالة من الإحباط بين المواطنين.
 
 ولكن لن ينجح هولاء في ذلك لأن مصر سوف تحقق أهدافها الإقتصادية وفقا للخطط الموضوعة رغم الظرف الدولية الخارجة عن إرادة أي أحد لأن مصر أصبحت مؤهلة بعد القضاء علي الإرهاب وبناء البنية التحتية وفقا للمعايير العالمية وإنشاء المدن السياحية مع الإهتمام الكبير بالمناطق الأثرية. وتوفير كل سبل جذب الإستثمارات وأنا علي يقين تام أن خلال أعوام قليلة قادمة سوف يجد المواطن المصري ثمرة هذه الإنجازات في جميع نواحي الحياة.
 
سوف تظل ثورة الثلاثين من يونيو مرحلة فارقة في تاريخ مصر الحديث وشاهدة علي إراده شعب واعي ووطني وقائد عظيم تحمل المسؤلية في ظرف صعبة وأعاد بناء مصر من جميع النواحي لننطلق نحو مستقبل واعد باذن الله.