د. أمير فهمى زخارى المنيا
هذا المقال الخامس عشر للمثل الشعبي " مسمار جحا" من سلسله مقالات سأتولى نشرها تباعا... نحكى المثل الشعبي وقصته وما يقابله في الكتاب المقدس من آيات وتأمل بسيط حوله للاستفادة منه في حياتنا ... وسبقه أحد عشر مثل يمكن الرجوع إليهم على صفحتي وهم " 1- من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" و " 2- القرعة تتباهى بشعر بنت أختها" و "3- اللي تكسب به إلعب به" و " 4- جاك كسر حُقك" و "5- احفر نفق بمسمار ولا تجادل واحد من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله" و " 9- الجواب ينقرى من عنوانه" و " 10- مسمار جحا " و “11- القانون لا يحمي المغفلين"و " 12- ضربني وبكي وسبقني واشتكي "و 13- " مايتبلش فى بقك فوله"  و " 14- الحيطان ليها ودان" ..

تعرف على قصة المثل الشعبي
وتعود قصة هذا المثل الشعبى "أنا رميت طوبتك من زمان" الى القصه التاليه:

كان قُدامَى الرعاة قبل معرفة الأرقام، إذا خرجت أغنامهم للرعي، وضعوا مقابل كل غنمة منها حصاةً صغيرة، طوبة، حتى إذا عادت الأغنام أخرجوا مقابل كل غنمة طوبة من الطوب الذي وضعوه من قبل...

فإذا غابت غنمة منها، وبحثوا عنها فلم يجدوها، ويئسوا من عودتها "رموا طوبتها"...
تمامًا كما ييأس الأب أو الأم من الابن العاق أو الذي يخرج عن طوعهما فلا يعود، ومن هنا ظهر هذا التعبير الشعبي أو المثل الشعبي "رميت طوبتك".

وأما ما يقابله هذا المثل في الكتاب المقدس من آيات وتأمل بسيط حوله للاستفادة منه في حياتنا فأقول:
في مصر لا نستخدم "غسلت يدي منك" واعتقد انها نفس معني رميت طوبتك....

وحدث ذلك فى محاكمه السيد المسيح له المجد:
"فَلَمَّا رَأَى بِيلاَطُسُ أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ شَيْئًا، بَلْ بِالْحَرِيِّ يَحْدُثُ شَغَبٌ، أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ قُدَّامَ الْجَمْعِ قَائِلًا: «إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هذَا الْبَارِّ! أَبْصِرُوا أَنْتُمْ!»" (مت 27: 24)....

الفرق بين "رميت طوبتك" و"غسلت يدى منه":
غسلت يدى منه، يعنى يئست وفقدت الأمل فيه... أما "رميت طوبته" فتعنى خلصت منه تماما كأنه لم يكن...
تقريبا المعنيين نفس المغزى ولكن رميت طوبته تعتبر الأقوى.
اذا استخدام "رميت طوبتك" تعني لم تعد تهمني، لا انتظر منك شيئاً، لا اتوقع منك شيئاً، لا اعتمد عليك، فقدت آمالي وأحلامى تجاهك، لا شغف لديَّ بخصوصك.

يقصد بها القائل "خلاص يابا جبت أخري منك"
ويكون القائل حقاً قد يأس من الشخص الموجه له هذه الجمله.

أما المثل " غسلت يدى منه" الوارده على لسان بيلاطس, لاتعنى اليأس الكامل من امل فى الرجوع عن قرار صلب المسيح له المجد وأمر بعودته لهيرودس لأخذ رأيه وخصوصا  قوله فى (لو 23: 4) " إني لا أجد علة في هذا الإنسان " ...

والى اللقاء في الجزء السادس عشر... نحكى المثل الشعبي وقصته وما يقابله في الكتاب المقدس من آيات وتأمل بسيط حوله للاستفادة منه في حياتنا ...
.... تحياتى.
د. أمير فهمى زخارى المنيا