اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة القديس يشوع ابن نون النبى (٢٦ بؤونة) ٣ يوليو ٢٠٢٤
في مثل هذا اليوم من سنة 2570 للعالم تنيح النبي العظيم يشوع بن نون واسم يشوع اسم عبري معناه "يهوه خلاص".
وكان اسمه في الأصل هوشع ثم دعاه موسى يشوع (عد 13: 16). وهو خليفة موسى، وابن نون من سبط أفرايم ولد في مصر قبل خروج الشعب الإسرائيلي من عبودية فرعون بثلاث وخمسين سنة
وكان أولًا خادمًا لموسى (خر 24: 13). ذكر أولًا عند معركة رفيديم، لأن موسى كان وقتئذ قد عينه لقيادة بني إسرائيل (خر 17: 9). وكان عمره آنئذ 44 سنة
بعد أن أخرج موسى النبى شعب الله بقوة الذراع الإلهي والعجائب العظيمة وأوصلهم إلى قرب جبل سينا صعد إلى الجبل آخذا معه يشوع خادمه لسماع الوحي واستلام الوصايا. وفي أثناء حرب إسرائيل ضد عماليق كان يشوع قائدا للجنود،
فلما انتخب موسى اثني عشر رجلا، واحدا من كل سبط وأرسلهم ليتجسسوا أرض الميعاد كان يشوع واحدا منهم وقد أتم خدمته بكل أمانة، وقرر هو وكالب وحدهما الأخبار الصادقة عن أرض الميعاد. ولذلك دخل الاثنان فقط تلك الأرض دون جميع الشعب الإسرائيلي الذي خرج من مصر الذين لكونهم تذمروا وشكوا في صدق مواعيد الله فقد اقسم تعالي أنهم لا يدخلون إلى راحته، ولكن أولادهم الذين ولدوا لهم بعد خروجهم من مصر هم الذين دخلوا تلك الأرض مع يشوع وكالب.
ولما تنيح العظيم موسى خاطب الله يشوع قائلا " أن موسى عبدي قد مات فالآن قم أعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها لهم أي لبني إسرائيل كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته كما كلمت موسى من البرية ولبنان هذا إلى النهر الكبير نهر الفرات جميع أرض الحثيين والي البحر الكبير نحو مغرب الشمس يكون تخمكم لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك كما كنت مع عبدي موسى أكون معك. لا أهملك ولا أتركك تشدد وتشجع لأنك أنت تقسم لهذا الشعب الأرض التي حلفت لآبائهم أن أعطيهم إنما كن متشددا وتشجع جدا لكي تتحفظ للعمل حسب كل الشريعة التي أمرك بها موسى عبدي لا تمل عنها يمينا ولا شمالا لكي تفلح حيثما تذهب لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك بل تلهج فيه نهارا وليلا لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح"
فتقوي قلب يشوع وأرسل جاسوسين سرا تجسسا الأرض ودخلا بيت راحاب الزانية فخبأتهما ثم أنزلتهما من الكوة لان بيتها كان بحائط السور وذلك بعد أن أمناها علي نفسها وعلي كل أهل بيتها (يش 2: 1 – 15).
ثم فتح أريحا بعد أن طاف حول أسوارها مرات متعددة وهو يهتف فأنهدمت أسوارها العظيمة. وصعد الشعب إلى المدينة وقتلوا كل من كان فيها من إنسان وحيوان بعد ما أخرجوا راحاب وأباها وأمها واخوتها وكل من لها وعشيرتها خارج المحلة. وأحرقوا المدينة بالنار واستحيا يشوع راحاب الزانية وكل بيت أبيها لأنها خبأت الرسولين.
وكان الرب مع هذا الصديق فقتل ملوكا وفتح مدنا كثيرة فخافته الأمم، ولعظم الخوف احتال أهل جبعون فلبسوا ثيابا بالية ونعالا مرقعة وصيروا خبز زادهم فتاتا. ومضوا إلى يشوع وقالوا له نحن جيئا من أرض بعيدة نريد منك الأمان والعهد فأجابهم يشوع ومشايخ بني إسرائيل: "انظروا لئلا تكونوا ساكنين في هذه الأرض " فأجابوهم: "من أرض بعيدة جئنا علي اسم الرب إلهكم. هذا خبزنا سخنا تزودناه من بيوتنا يوم خروجنا لكي نسير إليكم: وها هو الآن يابس قد صار فتاتا. وهذه ثيابنا ونعالنا قد بليت من طول الطريق جدا" فأمنوهم وحلفوا لهم وبعد ثلاثة أيام سمعوا أنهم قريبون إليهم وأنهم ساكنون في وسطهم فلعنهم يشوع وجعلهم عبيدا ينقلون الحطب لخدمة بيت الرب.
وحارب يشوع خمسة ملوك الأموريين حيث ساعدته يد الرب بنزول الحجارة كالمطر علي الأعداء وكان الشعب يقاتلهم أمام مدينة جبعون فأوقف الشمس إلى أن أباد الخمسة الملوك مع كل عساكرهم وحسب أوامر الله قسم الأرض بين بني إسرائيل وأعطي الكهنة بلادا لسكناهم وأرضا لمواشيهم ثم افرد خمس مدن يلتجئ إليها كل قاتل بغير قصد ولما أكمل نحو مئة وعشر سنين ووصل إلى شيخوخة صالحة
وفي آخر حياته دعا كل بني إسرائيل وألقى عليهما كل خطابه الوداعي (يش ص 23 و24). وكان إيمانه بالله مفتاح نجاحه. وكان كل قصيده أن يرضي الرب، ويمهد سبل الراحة لشعبه. ولكن بني إسرائيل كانوا متقلبين وسريعي الانفعال. وكان يشوع يعرف تقلبهم وضعفهم. وما أجمل القول الذي اختتم به حياته:
"أما أنا وبيتي فنعبد الرب" (يش 24: 15).
بركه صلاته تكون معنا آمين...
و لالهنا المجد دائما ابديا امين...