واندلعت أعمال الشغب التي طالت ممتلكات لاجئين سوريين، على خلفية اتهام لاجئ سوري بالتعدي على قاصر تركي
على الرغم من احتجاز مئات الأتراك منذ الأحد الماضي بسبب الاعتداء على السوريين في مدينة قيصري التركية، لكن أعمال الشغب التي انتقلت من تلك المدينة إلى مدنٍ أخرى في البلاد، زادت من مخاوف اللاجئين السوريين في تركيا، حتى بات بعضهم يبحث عن طرقٍ لمغادرة الأراضي التركية لاسيما مع مقتل لاجئ سوري اليوم الأربعاء طعناً بالسكاكين في ولاية أنطاليا.
واندلعت أعمال الشغب التي طالت ممتلكات لاجئين سوريين، على خلفية اتهام لاجئ سوري بالتعدي على قاصر، وهو ما أدى لاحتجاز 474 شخصاً شارك في الهجمات على ممتلكات السوريين، وفق ما أفاد وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا على حسابه الرسمي في منصة "إكس".
وقال ثلاثة لاجئين سوريين ينحدرون من دمشق إن "أعمال الشغب التي اندلعت قبل أيام واستهدفت السوريين أرغمتنا على المكوث في البيت والتوقف عن متابعة أعمالنا".
وأضاف واحدٌ من السوريين الثلاث لـ "العربية.نت" أن "القانون التركي لا يحمي السوريين من الهجمات حتى لو كان يحظى بإقامة عمل أو سياحة، لاسيما أن الهجمات تكون عشوائية".
ويحمل هذا السوري إقامة سياحية في تركيا يجددها سنوياً، لكنه لم يعد يستطيع مغادرة البلاد بسبب انتهاء صلاحية جواز سفره.
ويتمتع أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري ببطاقة الحماية المؤقتة التي تسمى بالتركية بـ "كيملك". ويضاف إليهم أولئك الذين يحملون اقامات العمل والسياحة.
ومع أن وزير الداخلية التركي، دعا الأتراك لعدم الانسياق خلف الأعمال التحريضية، والتصرف باعتدال، وعدم ارتكاب جرائم، مثل إيذاء الناس والبيئة والممتلكات بوسائل غير قانونية، إلا أن السوريين في مناطق أخرى امتدت إليها أعمال الشغب، يعيشون في قلقٍ كبير منذ الأحد الماضي.
وقال لاجئ سوري يعيش في مدينة أنطاكيا الحدودية مع سوريا إن "أعمال الشغب انتقلت إلى أنطاكيا ايضاً، فقد تم حرق محلات تعود ملكيتها لسوريين، ولذلك توقفت عن العمل أيضاً ولم أعد أخرج من البيت، حتى أنني أشعر أنني أعيش في إقامة جبرية".
ومن جهته ذكر مصدر مقرّب من "جمعية اللاجئين"، وهي منظمة تركية دولية تعنى بشؤون اللاجئين أن أعمال العنف الأخيرة زادت من مخاوف السوريين وقيّدت حركتهم، فهم يخشون التعرض لهجماتٍ جديدة لاسيما مع ارتفاع منسوب الكراهيةوالتحريض على اللاجئين.
وشدد المصدر لـ "العربية.نت" على أن "مستقبل اللاجئين ضبابي ومعتم، والكثيرين منهم يفكرون بالهجرة إلى أوروبا عوضاً عن العودة لبلدهم".
وإلى جانب الخوف من تجدد الهجمات، يخشى اللاجئون الترحيل من قبل السلطات، فالكثير ممن انتهت لديهم صلاحية بطاقات الحماية المؤقتة يتجنبون الخروج من البيت والتنقل في أماكن إقامتهم.
وكان وزير الدفاع التركي يشار غولر قد قال في وقتٍ سابق إن محاولات الإخلال بالنظام العام من قِبل البعض سيتم إفشالها بفضل جهود مؤسسات الدولة.
وأضاف، في بيان، "نراقب عن كثب التصورات السلبية والتوترات المتزايدة التي تمت محاولة خلقها مؤخرا فيما يتعلق باللاجئين السوريين".
وهزت تركيا، التي تستضيف حوالي 3.2 ملايين لاجئ سوري، أعمال عنف مرتبطة بكراهية الأجانب عدة مرات في السنوات الأخيرة، تثيرها عادة شائعات تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل النصية.