بقلم: أندرو اشعياء
فَلَمَّا انْطَلَقَ الْمَلاَكُ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُ كَرْنِيلِيُوسَ، نَادَى اثْنَيْنِ مِنْ خُدَّامِهِ، وَعَسْكَرِيًّا تَقِيًّا مِنَ الَّذِينَ كَانُوا يُلاَزِمُونَهُ
- عسكريًا تقيًا كان يُلازم كرنيليوس! يا لعجب كرنيليوس المُتضع الذي استحق أن تحمل إليه ملائكة أخبار وأسرار
- يا رجل! لولا تقواك ما كانت أخبارك تصل إلينا عبر التاريخ!
- مًلازمة الأتقياء مُلازمة وحث وصون وصيانة لكل تقوى.. مُساير الحكماء يصير حكيمًا.
- نادي اثنين مِن خدامه، وعسكريًا.. وكأن أمر خلاصه حِمل يحمله طرفين، مِن هنا ومِن هنا، الإيمان والجهاد.
- انطلق الملاك «الذي كان يكلم كرنيليوس» وكأنه كان مُحاط بكثرة مِن الملائكة، هذا يحيمه، وهذا مُرسل ليتكلم، والذي انطلق فقط الذي تكلم، في حين ظلت حماية اخر ترافقه «يوصي ملائكته بك ليحفظوك»
- ملازمة كرنيليوس لعسكري «مجهول» تُشير إلى عظائم وعجائب سنفهمها وندركها في أواخر الدهور! إنها الغربة.. الِفطنة المجهولة!
- لما نداهم خصّهم بكل شئ «أَخْبَرَهُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ وَأَرْسَلَهُمْ»، فالأسرار وحدها لا تخص النبلاء بل مشاركتهم في الفعل ذاته..
- عندما قرر أن يخص أحدهم، لم يخص قائد مئة مثله، ولم يخص كبار الكتيبة التي تُدعى الإيطالية، إنما أبسط الناس وأصدقهم..
- الخدمات العظيمة والجليلة يخصها الله أُناس تقيّة لا نعرفهم!
- تصدر المشهد والقصة بطرس الرسول، وسمعان الدباغ الذي استضاف بطرس، وقائد المئة؛ ودينامو القصة الذي لم يظهر «الثلاثة رجال».
- وَبَيْنَمَا بُطْرُسُ مُتَفَكِّرٌ فِي الرُّؤْيَا، قَالَ لَهُ الرُّوحُ: «هُوَذَا ثَلاَثَةُ رِجَال يَطْلُبُونَكَ» نعم! ثلاثة رجال، وأيّ رجال كانوا!.
- كانوا رجالًا لأنهم عرفوا معنى التقوى والخضوع والسرية والبذل. لقد شهد لهم الروح بكونهم رجالًا في السيرة أولًا، وهذا أهم. ليكن المُزكى هو المُزكى مِن الله لا مِن الناس.
- لقد تزكوا حتى أنهم صاروا مُرسلين لا مِن بشر بل مِن الله نفسه «قُمْ وَانْزِلْ وَاذْهَبْ مَعَهُمْ غَيْرَ مُرْتَابٍ فِي شَيْءٍ، لأَنِّي أَنَا قَدْ أَرْسَلْتُهُمْ»
- إن كنت تريد أن يُرسلك الله، على الأقل كن تقيًّا نبيلًا لمَن حولك أولًا..