ديڤيد ويصا
تخيّل ان فيه جملة عجبِتني لشخص مكروه ..
من غالبيّة المصريّين أو المسيحيّين أو المسلمين ..
هل هينفع اقتبسها واكتب تحتها إسمه ..
ولا هضطر اكتب الحروف الأولى من إسمه، أو كلمة "منقول"
لأني هخاف الناس ترفضها وتهاجمني، لأنها بترفضه ..
من غير أصلًا ما تبص في الجملة أو تقراها؟
--

في مجتمع مش بيقرا أو يمتحن أفكاره ..
والعادات والتقاليد هي اللي بتشكّل نسيج عقله ..
بيبقى صعب جدًّا اننا نميّز بين الشخص، وبين اللي بيقوله ..
فمهما كان اللي بيقوله صح أو عميق ..
هنرفضه ونغلَّطُه، لأننا بنكرَه الشَّخص ..
ومهما كان اللي بيقوله غلط أو تافه ..
هنقبله ونصقّفله، لأننا بنحب الشَّخص!
وده بيخلّيني كتير، بالذات على السوشيال ميديا ..
أخاف اقتبس جملة عجبِتني، أو اعمل react عند حد مكروه ..
وأوقات أصلًا بيخوّفني اقول رأيي في حاجات ..
سواء في پوست عندي، أو في تعليق على حد تاني ..
ولما بقتبس حاجة واقولها في خدمة مثلًا ..
بقول ان "فيه حد قال كذا" بدون ذكر إسمه!
--

مش بكتب الكلام ده عشان اغيَّر حاجة ..
ولو اني اتمنّى انه يغيَّر حاجة ..
لكن بس على سبيل الفضفضة مش أكتر ..
وشخصيًّا بتخلّص من المشكلة دي تدريجيًّا ..
بإني بقرا واتعلّم من كل الناس، مهما كانت توجُّهاتهُم ..
وممكن ارفض كلام شخص في موضوع، واقبله في موضوع تاني ..
لأنه ممكن يكون صح في حاجة، وغلط في حاجة تاني!
وده مش دايمًا بيكون سهل عليَّ ..
لأن انا بردو معجون وعايش في نفس الثقافة ..
اللي بتقبل أو ترفض الشَّخص، مش الموضوع!
--

لو فعلًا حابب وحابّه تتغيَّروا للأفضل ..
ابتدوا بالاختبار البسيط ده:
شوفوا مقولة عجبتكوا (أي مقولة) ..
من غير ما تعرفوا اللي قالها ..
وبعدين شوفوا مين اللي قالها ..
لو لقيتوا رد فعلكوا على الجملة اتغيَّر للرفض ..
لمجرَّد انكوا رافضين الشَّخص اللي قالها ..
أو رافضين الدّين اللي المقولة دي في كتابه ..
يبقى انتوا محتاجين تعدّلوا طريقة تفكيركوا ..
عشان تكون موضوعيّة (بتحكم على الموضوع) ..
مش شخصيّة (بتحكم على الشَّخص)!
ديڤيد ويصا