الأب رفيق جريش
أصبحت المناظرة بين المرشحين للرئاسة الامريكية جزءًا لا يتجزأ من تقاليد الانتخابات الديمقراطية الأمريكية منذ أول مناظرة بين كينيدى ونيكسون فى بداية ستينيات القرن الماضى ثم انتشرت هذه المناظرات فى دول كثيرة من العالم، حتى إن إيران الدولة الثيوكراتية بامتياز نظمت مناظرة الأسبوع الماضى بين المرشحين للرئاسة لديها، وفى كثير من الأحيان تحسم هذه المناظرات رأى الناخبين فيمن سينتخبون.
هذا وقد نظمت محطة سى إن إن الإخبارية الشهيرة مناظرة بين رئيسين أمريكيين واحد منهما حالى والآخر سابق لتكون هذه السابقة الأولى فى التاريخ الأمريكى وركزت حول قضايا مثل الإجهاض والاقتصاد والهجرة والمهاجرين والحرب الروسية – الإوكرانية والحرب الإسرائيلية – الحمساوية فى غزة، وبعد أن شاهدنا المناظرة لنا عدة ملاحظات من متفرج من بعيد وليس أمريكيًا وهى على سبيل المثال لا الحصر.
١- لغة الجسد لكلا الطرفين لغة استخفاف واستهزاء بالخصم وكان ذلك واضحًا وصريحًا.
٢- تبادل كلا الطرفين الأكاذيب والشائعات والشتائم مما أخرج المناظرة عن اللياقة والآداب العامة حتى إن المرء يتساءل هل هؤلاء هم قادة العالم الذين لا يترددون فى ضرب خصمهم تحت الحزام بدم بارد والخوض فى الأمراض والأعراض.
٣- المواضيع التى نوقشت لم تأخذ وقتها فى التعمق ولم يعرض أى منهما برنامجه بطريقة منهجية وجدية ولكن كل منهما ظل يهاجم الآخر أو يتلقى ضرباته.
٤- القضايا التى تهم الشرقيين لم تناقش بعمق خاصة إسرائيل– غزة- حماس– إيران، وما إلى ذلك. فما زالت هذه البقعة من العالم وما أصابها من ضحايا وموت وخراب ديار لا تؤرق السياسيين.
٥- هذه التصرفات أضاعت كثيرًا من هيبة البيت الأبيض والرئاسة الأمريكية مما يضع تساؤلًا فى مدى جدية هذا المنصب الرفيع أمام الأمريكان أنفسهم وأمام العالم.
فعلًا آمنت أن السياسة قذرة، يتجرد السياسى من إنسانيته ولا يهمه إلا مصلحته الشخصية وهى الوصول والإبقاء على الكرسى مهما كان الثمن غير الأخلاقى، ثم يتكلمون عن الديمقراطية. أى ديمقراطية تلك التى تتحول لتصبح ديكتاتورية لمصالح جماعات الضغط وتبقى مصالح المواطنين البسطاء والفقراء خارج حسابات هؤلاء السياسيين ويتم إغرارهم فقط ليضعوا بطاقاتهم الانتخابية فى الصندوق الزجاجى أو الإلكترونى؟!.
نقلا عن المصري اليوم