صحح مفاهيمك.. عبارات بنقولها كتير.. لازم نصححها

د.أمير فهمى زخارى المنيا
نظرا للظروف التى تمر بها مصر من التضخم وعلو الأسعار نردد مقوله شهيره قالها الزعيم سعد زغلول "مفيش فايدة" ... وهى إحدى العبارات الشهيرة التى نسبت للزعيم الراحل سعد زغلول، حيث يرددها معظم المصريين، تهكمًا أو يأسًا، دون معرفة التوقيت الذى قال فيه قائد ثورة 1919 هذه الجملة، ولمن كان يوجهها، وماذا قصد بها؛ إذ لم يعرف زغلول اليأس فى حياته خلال نضاله ضد الاحتلال.

تعالوا معى نعرف الحقيقه ..  القصة الحقيقية تختلف تمامًا عما تداوله المصريون وقتها.. فقد تردد أن سعد يقول مفيش فايدة فى الكفاح والنضال وخروج الاحتلال الإنجليزى عن مصر، فى حين كان السبب مختلف تمامًا!!

وحقيقه القصه :
هى أن سعد باشا قال تلك العبارة لزوجته صفية زغلول قبل وفاته، حين شعر بأنه يحتضر، ولا فائدة من الدواء، وأكد ذلك شيخ الصحفيين حافظ محمود، حيث كتب فى أحد مقالاته أن فى تلك الرواية مغالطة تاريخية، حيث إن فقدان الأمل فى قضية مصر لم يتسلل أبدا إلى زعيم الأمة، ورأى أن حقيقة مقولة "مفيش فايدة" جاءت حين قدمت زوجته صفية زغلول له الدواء قبل لحظات من وفاته فقال لها العبارة لشعوره بقرب أجله، فقال عبارته الشهيرة: "مفيش فايدة يا صفيّة... غطيني" وطالبها بألاّ تعطيه مزيدا من الدواء لأنه لن يأتى بأى نتيجة، وحالته تزداد سوءا.

واستشهد حافظ محمود فى رأيه الذى كتبه فى أول مقال له بعد توليه رئاسة تحرير جريدة السياسة الأسبوعية عام 1937، بصفية زغلول التى كانت لا تزال على قيد الحياة وأكدت تلك الواقعة، وقال "إن فقدان الأمل فى قضية مصر لم يتسلل أبدا إلى الزعيم الجليل الذى قال مفيش فايدة إلى قرينته".

ولكن يبدو أن المقولة التى رددها أصدقائه، وانتقلت بدورها إلى عموم المصريين، تم تحريفها، فقد تلقفها الإنجليز، وحرضوا عملاءهم المندسين وسط المصريين، على تغيير معنى ومضمون الجملة التى قالها سعد باشا، فتردد وسط الناس أن سعد زغلول أصابه اليأس، وأنه فقد الأمل فى خروج الإنجليز من مصر، وقطعًا كانت فكرة خبيثة يتم استخدامها لنشر الإحباط فى أوساط المصريين!! ورغم مرور سنين على هذه المقولة التى رددها سعد، مازال المصريون يرددون جملة «مفيش فايدة» فى حالة إصابتهم باليأس!

مثل أصبح دارجًا يقوله الكثيرون في حديثهم أو على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أثناء شعورهم باليأس من تحقيق شيء ما دون أن يعرفوا حقيقة الكلمة التي قالها الزعيم الراحل سعد باشا زغلول، «مفيش فايدة».

وإلى اللقاء فى مقوله جديده وأصلهامن سلسله " صحح مفاهيمك".. تحياتى.
د.أمير فهمى زخارى المنيا