د. ممدوح حليم 
راعوث تنال إعجاب بوعز وحبه.......
" وعندما تحصدون حصيد أرضكم، لا تكمل زوايا حقلك في حصادك، ولقاط حصيدك لا تلتقط. للمسكين والغريب تتركه. أنا الرب إلهكم». (اللاويين ٢٣: ٢٢)
أي أنه على صاحب الأرض أن يترك المتساقط من حصاد أرضه ليتناوله الفقراء والمحتاجين ليتعايشوا به.....
 
 ذهبت راعوث الأرملة الفقيرة لتلتقط المتساقط من حصاد حقل، وكان الترتيب الإلهي أن يكون هذا الحقل لرجل نبيل اسمه بوعز ، ومعنى اسمه ابو العز وصاحب القوة والجاه:
١ وكان لنعمي ذو قرابة لرجلها، جبار بأس من عشيرة أليمالك، اسمه بوعز. ٢ فقالت راعوث الموآبية لنعمي: «دعيني أذهب إلى الحقل وألتقط سنابل وراء من أجد نعمة في عينيه». فقالت لها: «اذهبي يابنتي». ٣ فذهبت وجاءت والتقطت في الحقل وراء الحصادين. فاتفق نصيبها في قطعة حقل لبوعز الذي من عشيرة أليمالك. (راعوث ٢: ١-٣)
 
عاد بوعز إلى بلدته وأرضه في بيت لحم، وذهب إلى حقوله للاطمئنان على عملية الحصاد ، فإذا به يجد فتاة جذبت انتباهه ربما لجمالها وربما لنشاطها، فسأل عنها.....
 
٥ فقال بوعز لغلامه الموكل على الحصادين: «لمن هذه الفتاة؟» ٦ فأجاب ألغلام الموكل على الحصادين وقال: «هي فتاة موآبية قد رجعت مع نعمي من بلاد موآب، ٧ وقالت: دعوني ألتقط وأجمع بين الحزم وراء الحصادين. فجاءت ومكثت من الصباح إلى الآن. قليلا ما لبثت في البيت». (راعوث ٢: ٥-٧)
لقد ذهب بوعز للحديث إلى راعوث ، والاهتمام تعبير عن الحب، والكلام أيضا تعبير عن الحب. والحق أن بوعز كان شخصا نبيلا للغاية ، كما أنه كان شديد الأدب رفيع الأخلاق كما سنرى فيما بعد . لم يكن حبه و إعجابه براعوث لجمالها ، بل بموقفها النبيل تجاه حماتها  فلم تتركها بعد موت ابنها الذي هو زوجها. لقد عرف بوعز قصتها كونه يمت بصلة قرابة لحماها المتوفي، كما أنه في قرى بلاد الشرق لا يخفى شيء ويتحدث الناس عن أحوال بعضهم حتى وقتنا هذا. لندع الكتاب يسرد لنا ما حدث، وحديث بوعز مع راعوث.     
  
٨ فقال بوعز لراعوث: «ألا تسمعين يابنتي؟ لا تذهبي لتلتقطي في حقل آخر، وأيضا لا تبرحي من ههنا، بل هنا لازمي فتياتي. ١٠ فسقطت على وجهها وسجدت إلى الأرض وقالت له: «كيف وجدت نعمة في عينيك حتى تنظر إلي وأنا غريبة؟» ١١ فأجاب بوعز وقال لها: «إنني قد أخبرت بكل ما فعلت بحماتك بعد موت رجلك، حتى تركت أباك وأمك وأرض مولدك وسرت إلى شعب لم تعرفيه من قبل. ١٢ ليكافئ الرب عملك، وليكن أجرك كاملا من عند الرب إله إسرائيل الذي جئت لكي تحتمي تحت جناحيه». ١٣ فقالت: «ليتني أجد نعمة في عينيك يا سيدي لأنك قد عزيتني وطيبت قلب جاريتك، وأنا لست كواحدة من جواريك». (راعوث ٢: ٨، ١٠-١٣)
 
ويلاحظ في حديث راعوث مدى انكسارها فهي ( غلبانة) للغاية كونها فتاة أرملة فقيرة غريبة، ومن ناحية أخرى فهذا طبع الفتاة الريفية الشرقية حتى وقتنا هذا في أغلب المناطق.
 
 ويلاحظ أيضا أن بوعز طلب من راعوث أن لا تذهب لتلتقط من حصاد حقل آخر حبا لها وإعجاب بها وغيرة عليها فمن يحب امرأة لا يرغب أن يراها عند رجل آخر، كما أنه كان ينوي أن يغدق عليها من الحب والرعاية والعطاء الكثير.
 
أما كيف تواصلت القصة، فهذا ما سنعرفه في الحلقات القادمة.
لقد أرسلت
غاوك